الريّاء «متفرقات

 

 

 

احتفل البابا فرنسيس صباح يوم الجمعة بالقداس بكابلة بيت القديسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان وتطرق في عظته إلى الفرق بين ما هو واقعي وظاهر في حياتنا منددا بكل شكل من أشكال الرياء.

 

 

 

 

أكد فرنسيس أن الظاهر هو تعبير عن الواقع، لكن على هذين الأمرين أن يسيرا معاً وإلا اقتصر وجود الإنسان على المظاهر وحسب، وتصبح حياته حياةً تفتقر إلى الحقيقة في القلب.

 

 

 

ولفت البابا إلى أن البساطة في المظاهر تحتاج لأن يُعاد اكتشافها خصوصًا في زمن الصوم الذي نعيشه حالياً، وذلك من خلال ممارسة الصوم وأعمال الصدقة والصلاة. وذكّر المسيحيين بأنهم مدعوون للقيام بهذه الأعمال وعيش الفرح في الوقت نفسه، إنهم مدعوون ليكونوا أسخياء مع الآخرين دون أن يطلقوا الأبواق، وينبغي أن يتحدثوا إلى أبيهم السماوي "في الخفاء" بدون البحث عن إعجاب وتقدير الآخرين.

 

 

وتوقف فرنسيس عند تصرّف الفريسي والعشار اللذين تحدث عنهما الرّبّ يسوع في الإنجيل، وأضاف أن الكاثوليك اليوم يشعرون بأنهم أبرار، لأنهم ينتمون إلى تلك الكنيسة وكأنها "جمعية"، ويشاركون في القداس كل يوم أحد، ويشعرون أنهم أفضل من المساكين الذين لا يفهمون شيئاً على الإطلاق.

 

 

 

بعدها تحدث البابا عن الأشخاص الذين يبحثون عن المظاهر وحسب وهم لا يشعرون إطلاقا بأنهم خطأة ولا يقرون بذلك. ويعيشون على المظاهر وحسب، ولفت فرنسيس إلى أنه عندما يوجد اختلاف بين الواقع والظاهر يتحول الأمر إلى ضرب من الرياء.

 

 

 

هذا ثم لفت البابا في عظته إلى أن كل كائن بشري يواجه تجربة الرياء، والزمن الذي نمر به حاليًا ويقودنا باتجاه عيد الفصح يمكن أن يشكل مناسبة ملائمة للإقرار بعدم وجود انسجام في حياتنا، ولاكتشاف "مستحضرات التجميل" التي نستخدمها كي نخفي الواقع.

 

 

 

وعاد البابا فرنسيس ليحذر من مخاطر الرياء، وهو موضوع ظهر بوضوح خلال أعمال الجمعية العامة العادية الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة والتي عُقدت في الفاتيكان حول موضوع "الشبان، الإيمان وتمييز الدعوات". وأكد البابا أن الشبان لا يتأثرون إطلاقاً بمن يحبون الظهور، وهم يتصرفون بشكل يتماشى مع انطباعاتهم خصوصًا عندما يلبس هذا الريّاء الأشخاص المتدينون، في وقت يطلب منّا الرّبّ الانسجام في المواقف.

 

 

 

 

 

هذا ثم لفت البابا إلى وجود العديد من الأشخاص المسيحيين، والكاثوليك أيضًا، الذين يستغلون الآخرين، لاسيما العمّال! ويوقفونهم على العمل مع بداية فصل الصيف، ليوظفوهم من جديد مع نهايته وبهذه الطريقة لا يستمتعون بالحق في معاش التقاعد والاستمرار في الحياة. وكثير من هؤلاء يقولون إنهم كاثوليك ويشاركون في قداس الأحد، وقال البابا إنهم يرتكبون خطيئة مميتة لأنهم يذلون عمالهم. وشدد في ختام عظته على أهمية أن يسعى المؤمن، في زمن الصوم هذا، لإعادة اكتشاف جمال البساطة، وجمال الواقع الذي ينبغي أن ينسجم مع المظاهر. ودعا الجميع إلى عدم السعي لاستخدام مستحضرات التجميل، لأن الرب لا يتعرف عليهم عندما يحاولون أن يجمّلوا نفوسهم. وقال: لنسأل الرّبّ أن يهبنا نعمة أن نكون متجانسين مع ذواتنا، وألا نكون مغرورين، لنطلب منه في زمن الصوم هذا أن نعيش الانسجام بين ما هو واقعي وما هو ظاهر.

 

 

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.