9 أيار تذكار آشعيا النبي «على درب القداسة

 

 

 

 

 

 

هو أوّل الأنبياء الأربعة الكبار وأعظمهم. قضى حياته في أورشليم أيّام عزيّا ويوتام وآحاذ وحزقيا ملوك إسرائيل الذين دام ملكهم حوالي ستين سنة.

وكانت نبوءته في منتصف القرن الثامن قبل المسيح.

 

مدحه القدّيس إيرونيموس في مقدّمته على تفسير نبوءته بقوله: "لا ينبغي أن يُسمَّى نبيًّا بل إنجيليّاً"، ودعاه بعضهم خامس الإنجيليِّين. أليس هو القائل في ميلاد المخلص: "إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمّانوئيل؟" (آشعيا 7: 4).

 

وكما أبدع في الكلام على حياة المسيح وأمجاد الكنيسة، أبدع أيضًا في الكلام على آلامه، نظير النبّي داود.

 

فيقول: "كلّنا ضللنا كالغنم، كلّ واحدٍ مال إلى طريقه. فألقى الرّبّ عليه إثم كلّنا. قدّم وهو خاضع وكشاةٍ سيقَ إلى الذبح وكحملٍ صامتٍ أمام الذين يجزّونه ولم يفتح فاه" (آشعيا53: 6و7).

 

وجاء في بعض التقاليد الرّاهنة إنّه تكلّل بإكليل الشّهادة في عهد الملك منسّى بن حزقيا. فهو الذي نُكِّل به لأنّ آشعيا أَنَّبَه وتنبأ عن معاصيه ومعاصي الشعب. فأمر به فنشروا جسده بمنشار من خشب. وكان مقتله سنة 690 قبل المسيح. صلاته معنا. آمين.

 

 

وفيه أيضًا تذكار المجمع المسكوني الخامس وهو القسطنطيني الثاني

 

انعقد هذا المجمع في القسطنطينيّة سنة 553. في عهد البابا فيجيليوس والملك يوستينيانوس. كان فيه مئة وواحد وخمسون أسقفـًا، لأجل البحث في مقالات ثلاث تُسمّى الفصول الثلاثة، قد شجبها البابا لانتمائِها إلى بدعة نسطور. حرمها آباء المجمع دون أن يحرموا كاتبيها لأنّهم كانوا قد توفوا.

 

وأيّدوا بأربعة عشر بندًا معتقد الإيمان الكاثوليكيّ. ونبذوا أضاليل النساطرة والأوطيخيِّين وأتباع أوريجانوس القائل بالتناسخ وخلاص الشيطان.

 

وقد أثبت البابا أعمال هذا المجمع الخامس وتحريمه المقالات الثلاث. ومن ثمّ أذعنت الكنيسة الإنطاكيّة جمعاء لحكم هذا المجمع، حتى عُدَّ من المجامع المسكونيّة. وقد دلّت الآثار الرّاهنة أنّ رهبان القدّيس مارون كانوا منذ ذلك الحين أشدّ المناضلين عن تعاليم هذا المجمع ضدّ كلّ من يخالفها. وقد حضر المجمع راهبهم بولس ووقّع على أعماله. صلاة آبائه تكون معنا. آمين.