18 ايار تذكار الشهيد تاودوطوس والشهيدات السبع «على درب القداسة

 

 

18 ايار تذكار الشهيد تاودوطوس والشهيدات السبع

 

 

وُلِدَ هذا الشّهيد في مدينة أنكره عاصمة غلاطية، فتربّى على يد القدّيسة طاكوسة رئيسة العذارى الشّهيدات السَّبع. فنشأ على خوف الله ومحبّة الفضيلة. ومنحه الله موهبة صنع العجائب.

 

ولمّا كانت سنة 303 أثار الملك ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيِّين، هرب المسيحيّون من بيوتهم، ولجأت البتولات منهم إلى القفار، حفاظاً على فضيلتهن. وأرسل الوالي فقبض على أعيان المسيحيِّين وقيَّدهم بالسلاسل ووضعهم في السِّجن، فكان القدّيس تاودوطوس يساعد المضطهَدين، ويشجِّعهم على الثبات في إيمانهم، يزور المسجونين ويعزِّيهم ويدفن الشُّهداء، غير مبال بغضب الوالي.

 

فجمع في بيته كميّة وافرة من الحنطة والأقوات التي لم تكرّس للأوثان وأخذ يوزّعها على المؤمنين حفظاً لحياتهم. وكان منزله كمستشفى للمرضى ومعبد للصَّلاة. ولم ينفكّ عن تحريض الجميع على الاحتمال والصبر حتّى النهاية. وقد سعى في بناء كنيسة لدفن ذخائر الشّهداء.

 

فألقى الوالي القبض على القدِّيسة طاكوسة مع ستة عذارى وكلّفهن تقديم الذبائح للأوثان، فأبين، فأنزل بهنَّ أنواع العذابات وأمرّها، وهنَّ صابرات، ثابتات في إيمانهنَّ. ثمّ أمر فغرقوهن في بحيرة هناك فنلن إكليل الشّهادة. فأتى تاودوطوس وبعناية إلهيّة، تمكّن من انتشال جثثهن ودفنها بإكرام.

 

ولمّا عرف الوالي بذلك، أمر بسجنه، ثمّ أخرجه من السِّجن وأذاقه من العذابات أقساها وهو صابر يمجِّد الله. ثمّ ضربوا عنقه فنال إكليل الشّهادة سنة 303 وحرقوا جثته لئلا يدفنها المسيحيّون. صلاته معنا. آمين.

 

 

وفيه أيضاً: تذكار الأنبا بساريون العجائبي

 

 

ولد بساريون في مصر. ومنذ حداثته عكف على مطالعة الكتب المقدَّسة ومُناجاة الله بالصَّلاة والتأمل وقهر الجسد وضبط الحواس.

 

وقد اعتزل العالم. فسار إلى برِّيَّة الاسقيط، متكبّداً شدَّة الجوع والعطش والعُري وحرارة الشَّمس، رافعاً عقله وقلبه إلى الله، يتمثله كيفما سار وأينما حلّ. ولم يكن يقبل شيئاً من أحد ولا أن يكون له محلّ يسكنه، تشبهاً بالسيِّد المسيح، لا يملك من حطام الدنيا سوى الإنجيل المقدّس جاعلاً فيه كلّ هنائه وعزائه، عاملاً بتعاليمه الإلهيّة.

 

وكان يَعُدّ ذاته خاطئًا وآخر الناس ويرثي لمن يسقط في خطيئة ويبذل له النصح لينهض من سقطته. فمنحه الله صنع الآيات. ولتواضعه كان يهرب من المجد الباطل، فيحاول الناس الحصول منه على معجزة بالحيلة، لعلمهم أنّه نفور من كلّ شهرة. وبمثل هذه الأعمال الصّالحة والفضائل السَّامية رقد بالرّبّ في أواخر القرن الرابع. صلاته معنا. آمين!