11 أيار تذكار الشهيد فنطيوس «على درب القداسة

 

 

11 أيار تذكار الشهيد فنطيوس

 

 

ولد فنطيوس في روما. وكان وثنيًّا من أسرة شريفة، أبوه مرقس من رجال الندوة في المدينة. ويُروى أنّ أمّه وهي حُبلى به، دخلت هي وأبوه هيكل زوش ليقدِّما ضحيَّة. فصرخ الشّيطان بفمِّ كاهن زوش، قائلاً: "إنّ هذه المرأة، تحمل جنيناً سيهدم يوماً هذا الهيكل".

 

فما سمعت المرأة هذا الصّوت حتّى اشمأزت واعتراها الخجل. فخرجت من الهيكل وأخذت حجرًا ضربت به بطنها قائلة: "خيرٌ لي أن أموت أنا وهذا الجنين. من أن يهدم هيكل زوش الإله". ولمّا ولدت دعت الطفل فنطيوس وأرادت أن تخنقه، فمنعها زوجها وقال لها: "دعي زوش يقتله".

 

فشبَّ الغلام ومرَّ يومًا أمام منزل للمسيحيِّين فسمع صوتًا من الدّاخل يقول: "آلهة الأمم فضّة وذهب صنعها أيدي البشر، أمّا نحن فإلهنا في السّماء وكلّ ما شاء صنع". فتأثـَّـر وارتاح إلى ما سمع وتشجَّع ومسَّت النِعمة قلبه.

 

فطلب أن يعرف هذا الإله الذي هو في السَّماء. فقرع باب المنزل وكان هناك البابا يونسيانوس فاستقبله بلطف وحنان أبويّين وعلّمه قواعد الإيمان المسيحيّ فآمن واعتمد. وأخذ يُبشّر بإيمان المسيح وعن يده اهتدى أبوه مرقس إلى الإيمان فكسّر أصنامه ومات مسيحيًّا، وخلفه في الندوة ابنه فنطيوس. وعندئذ تمكّن من أن يردّ إلى الإيمان القويم الملك فيلبوس وابنه. وبذلك هدأ الإضطهاد عن المسيحيِّين وعن الكنيسة.

 

فأخذ فنطيوس يهدم هياكل الأصنام ومنها هيكل زوش، فتمّت النبوءة فيه. أمّا بعد أن مات الملك فيلبوس سنة 249، وخلفه واليريانوس، فقام هذا يجدّد الاضطهاد على المسيحيِّين وأمر بالقبض على القدّيس فنطيوس وربطه وثقـَّله بالقيود، فانحلّت حالاً. فغضب الملك وأمر بطرحه للوحوش التي أغضت عنه وهجمت على الوثنيِّين فافترست منهم عددًا وافرًا، حينئذ أمر الملك بقطع رأسه، فتكلّل بالشّهادة نحو سنة 257. صلاته معنا. آمين.