هوشعنا الكنيسة للمسيح الملك «القوت اليومي

 

 

 

 

لمّا كان همُّ اليهود أن يقطعوا تمجيد الابن،

أجابهم الاِبن أنَّ الحجارةَ تصرخُ له.

وحقاًّ كانت تصرُخُ لَهُ، كما قال،

لأنَّهُ لا سبيلَ لأن تكُفَّ البرايا عن تمجيده.

تُسَبِّحُكَ، يا ربُّ، الأفواهُ النّاطقةُ بألسنتها

وتُرَنِّمُ بمجدِكَ الطبائع الصّامتَةُ على أنواعها

تَشكُرُكَ، يا ربُّ، الطبيعةُ كُلُّها وقد جدَّدتها

لأنَّ عليها كُلّها أن تَشكُرَ وتنذَهل من تواضعكَ.

 

 

 

يسجدُ لكَ العلوُّ لأنَّكَ انحدرتَ نحو الأرضيِّين،

وَيُسَبِّحُكَ العمقُ لأنَّكَ أرفعُ من العُلويّين.

يُشيدُ لكَ يا ربُّ الجمعُ المُخَلَّص، بيعةُ الشعوب،

لأنَّكَ أنت حرَّرتها من عثراتِ الأصنامِ الصَّمَّاء.

تُسَرُّ بيَومكَ  ابنةُ الآراميّينَ وبِكَ تبتَهج،

عِوَضَ ابنةِ العبرانيِّين التي اكتأبت ورفضت وغضبت.

هوذا الفتيانُ يُسَبِّحونك بأغصانِ الأشجار،

 ويختلطُ صوتُ تمجيدِ الشيوخ بصوتِ الأطفال.

 

 

هوذا الرُّعيانُ يسجدون لكَ معَ قُطعانهم

بدلَ الخرافِ التي صلبت راعيها على الجلجلة.

هوذا جموعُ الشُّعوب يُباركونكَ في كُلِّ مكان،

بَدَلَ التجديفِ من جوقِ آل قَيافا.

ها إنَّهم يصرخون لكَ بينَ الجموع: قدُّوسٌ قُدُّوسٌ!

بدلَ صُراخ جماعةِ الشَّعب: إنَّهُ لَمُستَحقٌّ الموت!

هوذا جميعُ الأصواتِ من جميع الأفواه تُرنِّمُ بمجدكَ

بجميع الألسنة، لأنَّكَ أيقظتها إلى تسبيحكَ

سرافو النَّار بأصواتِ التَّقديس المُخيفة

يُذيعونَ مجدكَ مُحتجبين من لهيبِكَ.

 

 

ألكرُوبونَ المجيدونَ من لهبٍ، الخادمونَ لكَ

بهتافٍ عظيمٍ يباركونَ كُلَّ يومٍ مهابتكَ.

أُلوفُ اُلوفِ السمَّاويِّينَ يُرتِّلون مجدكَ

وَهُم لا يكُفُّونَ برفِّ أجنحتهم عن تسبيحكَ.

ها إنَّها بك ترتجُّ، وبك تغتني وبك تبتهج

البيعةُ العذراءُ التي استرجعتها يا ربُّ من يدِ السّابي

يشكُرُكَ الجميعُ لأنَّهم بمجيئكَ تجدَّدوا جميعهم

تباركتَ من الجميع، لك التسبيحُ بكلِّ لسان!

 

 

 

 

(نشيد أحد الشّعانين)

قراءة من مار يعقوب السروجي (+521 )