«مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي» «القوت اليومي

 

 

«مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي»

 

أرجوكم أن تنتبهوا إلى ما قاله الربّ يسوع المسيح رافعًا يده نحو تلاميذه: "هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي". وأضاف بعدها: "لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي".

 

ألم تعمل مريم العذراء بمشيئة الآب، هي الّتي صدّقت بواسطة الإيمان، وحبلت بواسطة الإيمان، واختيرت لكي يولد الخلاص منها لأجلنا، ووُلدت في المسيح قبل أن يولد هو فيها؟

 

لقد عملت القديسة مريم، نعم، لقد عملت بمشيئة الآب، وبالنتيجة، ما هو أهمّ لمريم هي أنّها كانت تلميذة الرّب يسوع من أنّها كانت أمّه. إذًا، مريم كانت مطوّبة، لأنّها قبل أن تلد الرّب، حملته في حشاها.

 

قدّيسةٌ هي مريم، وطوباويّة هي! وبالرّغم من ذلك فإنّ الكنيسة هي أهمُّ من مريم العذراء. لماذا؟ لأنّ مريم هي جزء من الكنيسة، عضو بارز، عضو أعلى من غيره، ولكن في النهاية هي عضو من الجسم الكامل...

 

إذًا يا أعزّاءي، انظروا إلى نفوسكم: "فأَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه"(1كور 12: 27). كيف أنتم هكذا؟ انتبهوا إلى ما يقوله: "هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي". كيف تصبحون أمّ الرّب يسوع؟ الجواب واضح: “مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي".

 

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)​