«فيكَ قالَ قلبي: اِلتَمِسْ وَجهَه، وَجهَكَ يا رَبِّ أَلتَمِس» «القوت اليومي

 

 

 

"وأَنتَ يا رَبِّ فإِلى مَتى؟" (مز6: 4). "إِلامَ يا رَبُّ، ألِلأَبدِ تَنْسانا؟ إِلامَ تَحجُبُ وَجهَكَ عَنِّا؟" (مز12: 2). متى ستميل بنظرك نحونا وتستجيب لنا؟ متى ستضيئ عيوننا وتكشف لنا وجهك؟ متى ستعود إلينا؟ انظر إلينا، يا ربّ، وأنرنا واكشف لنا ذاتك. أفِض علينا خيرات وجودك معنا، نحن الذين نكون في حال سيّئة بابتعادنا عنك. أشفق علينا وانظر إلى جهودنا نحوك، نحن الذين نعجز عن القيام بشيء من دونك. أنت تدعونا، فساعدنا إذًا. 



أتوسّل إليك، يا إلهي، لا تجعلني أستسلم لليأس، بل بالأحرى املأني رجاءً. اسمح لي على الأقلّ أن ألمح نورك حتّى لو من بعيد وحتّى من الأعماق. علّمني أن أبحث عنك واكشف وجهك لي عندما أبحث عنك؛ فأنا أعجز عن البحث عنك إن لم تقدْني أنت، وعن ملاقاتك إن لم تكشف وجهك لي. سأبحث عنك لأنّي أرغب فيك وسأرغب فيك ببحثي عنك. سأجدك بحبّي لك وسأحبّك عندما أجدك.   

 

القدّيس أنسيلموس (1033- 1109)​