تجسّد الإله «القوت اليومي

 

 

 

تجسّد الإله

 

إنّ كلمة الله، المتجسّد، المنزّه عن كلّ عيب، والأزليّ أصبح بيننا. لم يكن بعيدًا سابقًا، دون شكّ، لأنّه لم يُفرّغ بحضوره أي جزء من الخليقة، هو الذي ملأ كلّ شيء في كلّ مكان، بما أنّه كان مع أبيه. بل إنّه تنازل وأتى ليُظهر لنا حبّه لبشرّيتنا وإنسانيّتنا...

 

إنّه يُشفق على جنسنا، ويتعاطف مع ضعفنا، ويتأثّر ويشجو، ويهتزّ لسقطاتنا ولا يتحمّل تحكّم الموت فينا.

 

 

لكي يمنع ضياع المخلوق الإنسان، تلك التحفة المصنوعة بيد الآب، أن تذهب سُدًى، أخذ بنفسه صورة جسد، وهذا الجسد ليس مختلفًا عن جسدنا.

 

لم يكتفِ بأخذ أي جسد كان وأن يصبح مرئيًا فقط. لقد بنى جسده هذا من العذراء التي اتّخذها هيكلًا لحضوره وتملّكها. لقد تملّك هذا الهيكل كأداة لإظهار ألوهته.

 

 

القديس أثناسيوس الإسكندريّ