إنتظارُ موعد الآب «القوت اليومي

 

إنتظارُ موعد الآب

 

صليبُ الآلام، قبل أيّامٍ، شتَّتَ التّلاميذ، وصُعودُ الابنِ إلى العُلى جَمَعَهُم. كانوا مُتخوِّفين من القتلة المُتهدّدين، مُجتمعين إلى أن يتمَّ الوعدُ.

 

 الأفاعي زُمرةُ قيافا فحَّتْ وتوعَّدَت، والرُّسُلُ الحمائم تجمَّعُوا في العليَّة. كانوا منكمشين في العُشِّ المُبارك مُرتجفين، مُنتظرين ظهور الحقّ.

 

 تمسَّك بعضُهُم ببعضٍ لئلاّ يتشتَّتوا، ريثما يرون إلى أين يُرسَلُ كلٌّ منهم. أُمِروا بألاّ يَبرَحوا أورشليم، وأنْ ينتظِروا مَوعِدَ الآب، كما سمعوا.

 

 رافقوا الابن وهو صاعدٌ إلى مَقَرِّه الرّفيع، وعادوا كاليتامى وقد حُرِمُوا أباهُم. شاهَدوا حقًّا قيامة الابن فتعزَّوا بها، فما كادوا يفرحون حتّى ارتفع وخلاّهُم.

 

 فَرِحَ التّلاميذُ لأنّهم رأوا ربَّنا قد ظفر على الموت، وحزنوا لأنّه ارتفع عنهم. في جبل الزيتون رأوا السّحابة تحملُهُ، والهواء بجُملته يُطوِّفُ به مُبتهجًا مُرتهبًا. والملائكة بالأثواب البيضاء خارجين إلى لقائه، لكي يستقبلوه استقبال العروس في مطافٍ عظيم.

 

عادَ الرُّسُلُ النُّدامى من الجبل إلى العليَّة، وقعدوا ينظرون أن يفتقدهم كما وعد. جُعلوا قادةً يتوزَّعون في كلِّ مكان، فاجتمعوا في مكانٍ واحدٍ إلى أن يأتيهم سلاحُ الابن.

 

مار يعقوب السّروجيّ (+ 521)