عيد الدنح المجيد: إعتماد الربّ يسوع «الرسالة

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى طيطس (2/ 11- 3 / 7)

عيد الدنح المجيد

 

يا إخوَتِي، إِنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس،

 

وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة،

 

مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ المَسِيح،

 

الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة.

 

تَكَلَّمْ بِهذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد.

 

ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح،
ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس.

 

فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا.

 

ولكِنْ لمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر،
خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ المِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس،
الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ المَسِيحِ مُخَلِّصِنَا.

 

فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة.

 

 

 

 

 

البعد الروحي

 

 

 تضمّ الرسالة  مقطعَين هامَّين، في علاقة مباشرة بسرّ العماد المُقدّس.

 

 

الأوّل مقطع لاهوتيّ، تدلّ مفرداته وأسلوبه أنّه بقيَّة من صورة اعتراف بالإيمان المسيحيّ، والتزام به، في إطار ليتورجيّ عماديّ: فهو فعل إيمان بظهور محبّة الله المخلّصة الشاملة في التاريخ؛ والتزام بعيش جديد بعيد عن كلّ كفر وشهوة عالميّة؛ وإيمان بظهور الربّ المُمجّد وانتظار رجائه السّعيد؛ وانضمام إلى الكنيسة، شعب الله الجديد الذي بذل يسوع نفسه عنه؛

 

 

 

والثاني خلاصة تعليم مسيحيّ كاملة، في إطار عماديّ، مألوفة في الكنيسة الأولى: تذكّر المعمَّدين بماضيهم الخاطئ؛ ثمّ تشدّد على محبّة الله المجّانيّة المُطلقة؛ وتركّز بوضوح على عمل الثالوث الأقدس في تاريخ الخلاص؛ وتفسّر سرّ العماد المقدّس أنّه غسل وولادة جديدة، وتثـبِّـت المؤمنين على نعمة التبرير بالعماد، التي تؤهّلهم لميراث الحياة الأبديّة.