سبت الحواريّين «الرسالة

 

 

رسالة اليوم ( قول 2/ 8-15)

 

 

 

 إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَان�� العَالَم، لاَ وَفْقَ المَسِيح،
لأَنْ فيهِ يَسْكُنُ مِلْءُ الأُلُوهَةِ كُلُّهُ جَسَدِيًّا؛ وفيهِ أَنْتُم مُمتَلِئُون، وهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَان؛

 


وفيهِ أَيضًا خُتِنْتُمْ خِتَانَةً لَمْ تَصْنَعْهَا ٱلأَيْدي، هيَ خِتَانَةُ الْمَسِيح، بِهَا خَلَعْتُمْ عَنْكُم جَسَدَ ضُعْفِكُمُ البَشَريّ،
فَدُفِنْتُمْ معَ المَسِيحِ في المَعْمُودِيَّة، وفيهَا أَيْضًا أُقِمْتُمْ مَعَهُ، لأَنَّكُم آمَنْتُم بِقُدْرَةِ اللهِ الَّذي أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَموَات.

 


وإِذْ كُنتُم أَمْواتًا بِزَلاَّتِكُم وَبِعَدَمِ خِتَانَةِ جَسَدِكُم، أَحْيَاكُم مَعَهُ، غَافِرًا لنَا جَمِيعَ زَلاَّتِنَا، ومَاحِيًا ٱلصَّكَّ المَكتُوبَ عَلينَا وقَدْ كَانَ بِفَرائِضِهِ مُعَارِضًا لنا، فأَزالَهُ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ على الصَّليب، وجَرَّدَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، وشَهَّرَهُم عَلانِيَةً، وجَرَّهُم في مَوكِبِ صَليبِهِ الظَّافِر.

 

 

البعد الروحي

 

يحذّر الرّسول المؤمنين من معتقدات الديانات القديمة بكائنات روحيّة كونيّة تتحكّم بمقدَّرات الناس أجمعين، ويشدِّد على أولويَّة المسيح المُطلقة على جميع القوّات السّماويّة، لأنّ المسيح يحمل في جسده الحيّ القائم الخلق أجمع، ويحوي ملء الحياة الإلهيّة، ومن تتدفّق قوّة خلاصيّة على الإنسانيّة كلّها وعلى الكون أجمع. والمعموديّة هي مشاركة في موت المسيح وقيامته. ثمّ يُشيد الرّسول بظفر المصلوب على جميع مراتب القوّات الملائكيّة، وأركان العالم، بأسلوب مسرحيّ ملحميّ، وتعابير قانونيّة وحربيّة معًا، فحرّرنا من كلّ سلطان ورئاسة وأعطانا نهائيًّا الخلاص الأبديّ.