الإثنين من أسبوع الآلام الخلاصيّة «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (عب 6/ 1-9)

 

 فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة.وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله!

 


فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار!


إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق.

 


ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.

 

 

البعد الروحي 

 

 

تذكّر بالمبادئ الأولى في التعليم المسيحيّ، وتشدّد على جدِّيَّة الاختبار المسيحيّ لمن "أُنيروا"، إشارة إلى المعموديّة، و"ذاقوا"، إشارة إلى الإفخارستيّا، و"اشتركوا"، إشارة إلى التثبيت، وهذه هي مراحل التنشئة المسيحيّة الثلاث للإشتراك في سرّ المسيح الفصحيّ؛

 

 

ثمّ تصف كارثة الجحود بالإيمان، لأنّ الذين "سقطوا" لا يمكنهم أن يتوبوا، فهم "من أجل توبتهم يصلبون ابن الله ثانية ويعرّضونه للعار". لكنّ الكاتب، رغم تحذيره هذا الخطير، يُثني على المؤمنين ويشجّعهم على الثبات والجهاد حتى النهاية.