أحد مولد يوحنا المعمدان «الرسالة

 

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية (4/ 21- 31 ،5/ 1)

 

أحد مولد يوحنا المعمدان

 

يا إِخوَتِي، قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة؟

 

فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ ٱبْنَان، واحِدٌ مِنَ الجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الحُرَّة.

 

أَمَّا الَّذي مِنَ الجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد.

 

وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛

 

لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا.

 

أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛


لأَنَّهُ مَكْتُوب: «إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَ ٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة».

 

أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحق.

 

ولكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ ٱلمَولُودُ بِحَسَبِ الجَسَدِ يَضْطَهِدُ المَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُّوح، فَكَذَلِكَ الآنَ أَيْضًا.

 

ولكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟ " أُطْرُدِ الجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ الجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ ٱبْنِ الحُرَّة".
إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الحُرَّة.

 

إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَٱثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة.

 

 

 

البُعد الروحيّ

 

 

يرى الرّسول بولس أنَّ المسيحيِّين هم شعب الله الجديد بدل القديم. ويفسِّر قصّة سارة وهاجر، مشدّدًا على أنَّ ولادة إسماعيل من هاجَر الجارية كان بقوّة الجسد، بينما ولادة إسحق من سارة الحرّة كان بقوّة الوعد، وهكذا كان أيضًا مولد يوحنّا المعمدان، وهو يرمز إلى ميلاد المسيح، وولادة المسيحيِّين في العهد الجديد.

 

لن يكفي أحدًا أن يكون ابنًا لإبراهيم، مثل إسماعيل، من نسله الجسديّ، وبحسب الشريعة القديمة التي أعطاها الله للشعب اليهوديّ على جبل سيناء، وهذا ما ترمز إليه هاجَر، بل يجب أن يكون ابنًا لإبراهيمَ مثل إسحق، المولود بقوّة الوعد، وبحسب روح إنجيل يسوع المسيح الذي فيه أعطانا الله عهدًا جديدًا، وحرّرنا من عبوديَّة الشريعة القديمة، وهذا ما ترمز إليه سارة.

 

وهكذا يتّخذ الرسول من الشريعة نفسها برهانًا على أنَّ عهد الشريعة كان موقـَّـتًا ومهيِّـئًا للعهد الجديد، للإيمان بيسوع المسيح.