أحد مدخل الصوم الكبير : أحد آية عرس قانا «الرسالة

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة (4/ 14- 23)

 

 

 

يا إخوَتِي، إِنِّي عَالِمٌ ووَاثِقٌ، في الرَّبِّ يَسُوع، أَنْ لا شَيءَ نَجِسٌ في ذَاتِهِ، إِلاَّ لِمَنْ يَحْسَبُهُ نَجِسًا، فَلَهُ يَكُونُ نَجِسًا.

 

فإِنْ كُنْتَ مِنْ أَجْلِ الطَّعَامِ تُحْزِنُ أَخَاك، فَلا تَكُونُ سَالِكًا في المَحَبَّة. فَلا تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَاكَ الَّذي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ!

 

إِذًا فَلا تَسْمَحُوا بَأَنْ يَصِيرَ الخَيْرُ فيكُم سَبَبًا للتَّجْدِيف.

 

فَلَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس.

 

فَمَنْ يَخْدُمُ المَسِيحَ هكَذَا فهوَ مَرْضِيٌّ لَدَى الله، ومَقْبُولٌ لَدَى النَّاس.

 

فَلْنَسْعَ إِذًا إِلَى مَا هوَ لِلسَّلام، ومَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا.

 

فَلا تَنْقُضْ عَمَلَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الطَّعَام؛ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ طَاهِر، ولكِنَّهُ يَنْقَلِبُ شَرًّا عَلى الإِنْسَانِ الَّذي يَأْكُلُ وَيَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيه.

 

فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ لا تَأْكُلَ لَحْمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَتَنَاوَلَ شَيئًا يَكُونُ سَبَبَ عَثْرَةٍ لأَخِيك.

 

وٱحْتَفِظْ بِرأْيِكَ لِنَفْسِكَ أَمَامَ الله. وطُوبَى لِمَنْ لا يَدِينُ نَفْسَهُ في مَا يُقَرِّرُهُ!

 

أَمَّا المُرْتَابُ في قَرَارِهِ، فَإِنْ أَكَلَ يُدَان، لأَنَّ عَمَلَهُ غَيْرُ صَادِرٍ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَان. وكُلُّ عَمَلٍ لا يَصْدُرُ عَنْ يَقِينٍ وإِيْمَانٍ فَهُوَ خَطِيئَة.

 

 

البُعد الروحي:

 

 

تركّز على موضوع التعايش الأخويّ بين المسيحيّين، في مفهومهم المختلف للطاهر والنجس، بالنسبة إلى أكل اللّحم وشرب الخمر. فالأقوياء بينهم أي المتحرّرون، مبدأهم أن يأكلوا من كلّ شيء، بحريَّة الضمير؛ أمّا الضعفاء، أي المحافظون، فمبدأهم الامتناع عن أكل اللّحم وشرب الخمر، والاكتفاء بأكل البقول.

 

جاء حلّ الرسول أن يقبل المؤمنون بعضهم بعضًا، فيتصرّف كلٌّ وفق ضميره، باحترام متبادل ومحبّة، وبدون أن يفرض أحد رأيه على آخر أو يجادله. ففي رأي الرّسول أنَّ الانتماء إلى المسيح الربّ الواحد للجميع، والاتّحاد به، أهمّ من تعدّد الآراء العمليّة الأدبيّة.

 

بهذا يُثبِت الرَّسول مبدأ الحريَّة المسيحيَّة. ولكن قد يُسيء المتحرّرون استعمالها بتصرّف أنانيّ غير مسؤول لا يُراعي المحبّة الأخويّة، وبناء الجماعة المسيحيّة، جسد الربّ السرّيّ:

 

فالمحبّة الأخويّة تفرض أن يتخلّى المؤمن أحيانًا عن رأيه، تحاشيًا للمعثرة، وحفاظـًا على أخيه. والتطبيق على زمن الصّوم واضح ومباشر.