سبت أسبوع البيان ليوسف «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (يو7/ 45- 53)

 

45 وعاد الحرس، فقال لهم الأحبار والفرّيسيّون: "لماذا لم تجلبوه؟".

 

46 أجاب الحرس: "ما تكلّم إنسانٌ يومًا مثل هذا الإنسان!".

 

47 فأجابهم الفرّيسيّون: "ألعلّكم أنتم أيضًا قد ضلّلتم؟

 

48 وهل آمن به أحدٌ من الرّؤساء أو الفرّيسيّين؟

 

49 لكنّ هذا الجمع، الذي لا يعرف التّوراة، هو ملعون!".

 

50 قال لهم نيقوديمس، وهو أحدهم، ذاك الّذي لا يعرف التّوراة، هو ملعون!".

 

51 "وهل تدين توراتنا الإنسان قبل أن تسمعه وتعرف ما يفعل؟".

 

52 أجابوه وقالوا له: "ألعلّك أنت أيضًا من الجليل؟ ابحث وانظر أنّه لا يقوم نبيّ من الجليل!".

53 ثمّ مضى كلّ واحدٍ إلى بيته.

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 الآيات (45- 49)

 

موقف الفرّيسيّين والأحبار، الرافض ليسوع والعدائيّ له، قد تكشّف عن:

 

أ- فقدانهم قوّة التمييز (أو إسكاتهم  لها)، التي حملت الحرس، عندما عادوا من مهمّة القبض على يسوع، وسُئِلوا: "لماذا لم تجلبوه؟" على التعبير عمّا أرتهم تلك القوّة بقولهم: "ما تكلّم إنسان يومًا مثل هذا الإنسان!".

 

ب- الاحتكام إلى برهان السلطة، إذ لم يحاولوا أن يبيّنوا للحرس صحّة عكس ما اقتنعوا به وأعلنوه، بل لجأوا إلى اتّهامهم بالضلال،  لمجرّد كونهم قالوا ما لم يقله الرؤساء والفرّيسيّون، ومالوا إلى ما لم يميلوا إليه.

 

ج- احتقار الجمع، وكلّ الناس الذين لا يرتؤون برأيهم، متّهمين إيّاهم بجهل التوراة (مع أنّهم أعطوا أن يدركوا كلّ معنى التوراة بارتياحهم إلى تعليم يسوع وأعماله)، وحاكمين عليهم باللعنة.

 

  الآيات (50- 53)

 

 

تجرّأ نيقوديمس، وهو أحدهم، وتدخّل معترضًا على مواقفهم وأحكامهم المسبقة، ومستندًا على التوراة بالذات، وموّجّهًا إليهم السؤال التالي: "وهل تدين توراتنا الإنسان قبل أن تسمعه وتعرف ما يفعل؟".

 

فرأوا في تدخّله هذا محاولة للدفاع عن يسوع، وأجابوه بحجّة اعتبروها دامغة تنطلق لا من التوراة، بل من أنّ يسوع لا يمكنه أن يكون النبيّ المنتظر لمجرّد كونه من  الجليل؛ وهكذا جاء جوابهم دون سؤاله، أقلّه من حيث المرجع والمستند.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

  الآيتان (46- 47)

 

وجد الحرس في ذهابهم للقبض على يسوع مناسبة لسماع كلامه، ولقبول تأثير هذا الكلام الفريد فيهم؛ فعمل الفرّيسيّون على انتزاع ذلك التأثير الحسن بوصفه خداعًا وتضليلاً؛ وهذا ما سوف يعمله رؤساء الكهنة بعد القيامة، مع الجنود من طريق الرشوة.

 

 

  الآية (49)

 

أي جماعة الذين آمنوا؛ احتقرهم الفرّيسيّون، وازدادوا هكذا غوصًا في عدم الإيمان؛ كانت لديهم (613) وصيّة، فمن يستطيع أن يعرفها كلّها بتفاصيلها وحذافيرها؟ فالشعب الذي لا يعرفها، وبالتالي لا يمارسها، ملعون وبعيد عن بركة الله.

 

 

  3- الآيتان (50- 51)

 

أراد نيقوديمس أن يدافع عن يسوع باسم العدالة المتضمّنة في التوراة.

 

 

الأب توما مهنّا