السبت الأول بعد الدنح «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم  (يو 10/ 40 - 42)

 

 

40 عَادَ يسُوعُ إلى عِبرِ الأُردُنّ، إلى حَيثُ كانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ مِن قَبلُ، فَأقَامَ هُنَاك.

 

41 وأتَى إليهِ كَثِيرُونَ وكَانُوا يَقولُون: "لَم يَصنَعْ يُوحَنَّا أيَّ آيَة، وَلَكِن، كُلُّ مَا قَالَهُ في هَذا الرَّجُلِ كَانَ حَقًّـا".

 

42 فَآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون.

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 هذه الآيات "قفل"، خاتمة لحياة يسوع العلنيّة، التي بدأت بالإعتماد من يوحنّا المعمدان في عبر الأردنّ (1: 28)، وانتهت بالعودة إلى المكان نفسه.

 

 في هذا المكان، آمن بيسوع كثيرون، قائلين: المعمدان لم يصنع أيّ آية، ولكن كلّ ما قاله في يسوع كان حقًّـا، فقدر المعمدان إذًا، لا يرتكز على آيات صنعها، بل على شهادته، سابقًا، ليسوع، التي ثبتت، لاحقًا ومع الوقت، صحّتُها.

 

 وآيات يسوع بالذات حظيت بردّات فعل متناقضة: فيض من الإيمان عند البعض، وإمعان في الفكر عند البعض الآخر، وخصوصًا عند الأحبار والفرّيسيّين وقادة الشعب، إمّا حسدًا منه، وإمّا تخوُّفًا من التجمّع الشعبيّ حوله (انظر شرح يو 11: 45).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 لم تدرج في حواشي الشرح إلاّ الآية (41)، مرفقة بالآيات (يو 1: 7؛ 3: 26)، وبالعبارة التالية.

 

 

يوحنّا المعمدان هو الشاهد.

 

 

 لمزيدٍ من الوضوح والمعلومات، نورد شرح (يو 1: 7 - 9).

 

 

لا يدعو يوحنّا التلاميذ إليه، بل يدعوهم إلى يسوع، وإلى الإيمان به؛ ظنّ بعضُهُم أنّ المعمدان، معلّمهم، هو المسيح، فنبّهَهم يوحنّا الإنجيليّ هنا، إلى أنّ المعمدان ليس هو النور، بل هو الشاهد للنور، لكي يؤمن الناس (وتلاميذه) على يده بمَن هو النور والحقّ (9)؛ كما ليس المعمدان العريس، بل هو رفيق العريس، أي يسوع، الذي هو وحده مَن أرسَلَه اللهُ ليحمل الخلاص إلى العالم (3: 26).

 

 

                                                                         

 

 الأب توما مهنّا