الخميس الخامس من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (لو 4: 33-41)

 

 

33 وكانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُهُم بكَلِمَةَ الله، في أَمْثالٍ كَثيرةٍ كَهذِهِ، على قَدرِ ما كَانُوا يَستَطِيعُونَ أَن يَسمَعُوا.

 

34 وبِدُونِ مَثَلٍ لَم يَكُن يُكَلِّمُهُم. لَكِنَّهُ كَانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلاميذِه على انفِراَد.

 

35 وفي مَسَاءِ ذلكَ اليومِ، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِه: "لِنَعبُرْ إِلى الضَّفَةِ الأُخرَى".

 

36 فتَركَ التَلامِيذُ الجَمْعَ، وأخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفينة، وكانَت سُفُنٌ أٌخرى تَتْبَعُهُ.

 

37 وهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ شَديدَة، وَاندَفَعَت الأَمواجُ على السَّفينَة، حتَّى أوشَكَت السَّفِينَةُ أن تَمتَلِئ.

 

38 وكانَ يَسُوعُ نائماً على الوِسادَة في مُؤخَّرِ السَّفِينَة، فأَيقَظُوه وقَالُوا له: "يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالِي؟ فَنَحنُ نَهلِك!".

 

39 فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقالَ لِلبَحر: "اُسْكُتْ! اِهدَأْ!". فسَكنَتِ الرِّيحُ، وحدَثَ هُدوءٌ عَظِيم.

 

40 ثُمَّ قالَ لَتَلامِيذِهِ: "لِماذا أنتُمْ خائِفُونَ هكَذا؟ كَيفَ لا تُؤمنُون؟".

 

41 فخافوا خَوفاً عَظيمًا، وقالُوا بَعضُهُم لِبَعْض: "مَن هُوَ هذا، حتَّى يُطِيعَهُ البحر نَفسُهُ والرِّيح؟".

 

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم عنوانان، الأوّل: "التعليم بالأمثال" (33-34)، وله نصّ موازٍ في متّى (13: 34-35)؛ والثاني: "يسوع يسكّن العاصفة" (35-41)، وله نصّ موازٍ في متّى (8: 18، 23-27)، وآخر في لوقا (8: 22-25).

 

 تحت العنوان الأوّل (33-34)

 

يقول مرقس بأنّ يسوع كان يخاطب تلاميذه والجموع بكلمة الله في الأمثال (كمَثَل حَبَّة الخردل، ومَثَل الزرع الذي ينبت، ومَثَل الكَيل، ومَثَل السراج، ومَثَل الزارع في نفس الفصل 4)؛ ويذكر مرقس بأنّ يسوع كان يخلو، بعد ذلك، بتلاميذه ويفسّر لهم تعاليمه على انفراد (7: 17؛ 9: 28، 33).

 

 تحت العنوان الثاني (35-41)

 

يصف لنا مرقس يسوع يسكّن الريح، أثناء عبوره وتلاميذه، في السفينة، إلى الضّفة الأخرى، فيقول، في تلك الأثناء، هبّت عاصفة ريح شديدة، أوشكت أن تغرق السفينة، وكان يسوع نائمًا على الوسادة في مؤخّرها، فأيقظه التلاميذ، وقالوا له: "يا معلّم، ألا تبالي؟ فنحن نهلك!"؛ فقام، وأسكت العاصفة، ولامَ التلاميذ على خوفهم، وقال بعضهم لبعض: "مَن هو هذا، حتّى يطيعه البحر نفسه والريح؟".

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 كلّم يسوع الجمع بالأمثال، ولكنّهم لم يكونوا مستعدّين لتَقَبُّل بشارة الملكوت؛ أمّا التلاميذ، فقد استطاعوا أن يذهبوا إلى أبعد، لأنّهم في تعلّق بالمسيح، فيفسّر لهم على انفراد تعليمه.

 

 يقارب مرقس بين تعليم يسوع بالأمثال (4: 1-34)، وبين أربع معجزات أتمّها يسوع (4: 35-5: 43)، ليدلّ على أنّ قوّة ملكوت الله تظهر في التعليم كما في أعمال القدرة.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

لنعبُرْ إلى الضفّة الأخرى (35)

 

يفصل يسوع التلاميذ عن الجمع، فيكون لهم تعليمٌ خاصٌّ يهم.

 

 وهبّت عاصفة (37)

 

يسوع هو السيّد في الكنيسة، وهو السيّد في الطبيعة المخلوقة؛ بكلمة أسكَتَ الريح.

 

 

 وكان يسوع نائمًا (38)

 

يشير مرقس إلى بَشَريّة يسوع حين يقول بأنّه كان نائمًا من التعب؛ رأى بعضُ آباء الكنيسة في نوم يسوع إشارةً إلى موته، ولكنّه سوف يستيقظ، ويقوم، فيبعد الخطر عن جماعته المؤمنة.

 

 

 فقام وزجر الريح (39)

 

في نظر القدماء، تُمَثِّل عاصفةُ الريح في البحر قوّةً شيطانيّة؛ لذلك، تَعامَلَ يسوعُ معها، وكأنّها شخص حيّ: "اسكُتْ! اهدأّْ".

 

 

 كيف لا تؤمنون؟ (40)

 

كيف لا تؤمنون بيسوع وبالقدرة الإلهيّة التي تعمل بواسطته.

 

 

الأب توما مهنّا