الخميس الأول بعد الدنح «الإنجيل

 

إنجيل اليوم ( يو 3/ 31-36)

 

 

31 الآتي مِن فَوقُ هُوَ فَوقَ الجَميع. مَن كانَ مِنَ الأَرض أَرضِيٌّ هُوَ، ولُغَةُ الأَرضِ يَتَكَلَّم. الآتي مِنَ السَّماءِ هُوَ فوقَ الجميع،

32 وهُوَ يَشهَدُ بِما رأَى وسَمِع، ولا أَحَدَ يَقبَلُ شَهادَتَهُ.

33 مَن قَبِلَ شَهادَتَهُ فَقَد خَتَمَ أَنَّ اللهَ صادِق.

34 فَمَن أَرسَلَهُ الله ينطِقُ بِكَلامِ الله، وهُوَ يُعطي الرُّوحَ بِغيرِ حِساب.

35 الآبَ يُحِبُّ الابن وقَد جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شيء.

36 مَن يُؤمِنُ بِالابنِ ينالُ حَياةً أَبديَّة، ومَن لا يُطيعُ الابنَ لَن يَرَى حَياةً بل غَضَبُ الله يَستَقِرُّ علَيه".

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

لا يمكن أن تكون هذه الآيات في فمّ المعمدان؛ فهي للإنجيليّ أو ليسوع نفسه؛ هي إكمال لحديث يسوع مع نيقوديموس، المنتهي عند الآية (21).

 

 

يمكن اختصار المضمون في النقاط الثلاث التالية.

 

هو الآتي من فوق، فهو إذًا فوق الجميع؛ الآب يحبّه، وقد أرسله إلى العالم، وجعل في يده كلّ شيء (1 قور 15: 24-28).

 

 

لذلك، فهو يشهد بما رأى وسمع، وينطق بكلام الله؛ ويعطي الرّوح القدس بغير حساب؛ مَن يقبل شهادته يختم على أنّ الله صادق، وينال حياةً أبديّة؛ ومَن لا يقبل شهادته، لن يرى الحياة، وغضبُ الله يستقرّ عليه.

 

بالنسبة إلى الإنسان، بالنسبة إلى كلّ منّا، قبول يسوع أو عدم قبوله هو الأمر، هو القرار، لأنّ فيه تقريرَ المصير: إمّا حياة أبديّة، في حال قبوله؛ وإمّا غضب إلهيّ أبديّ، في حال عدم قبوله؛ إذًا، القبول المطلوب هو قبول، لا تردُّد فيه، ولا مشاركة؛ إنّه قبول بكلّ معنى الكلمة؛ إنّه قبول من قِبَل كلّ ما هو في الإنسان، من عقله وقلبه وشعوره ...؛ وليس فقط قبولًا اجتماعيًّا بالوراثة وبالتعليم!

لذلك، قال الربّ: "مَن قبل شهادته، فقد ختم على أنّ الله صادق" (33).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

الآتي من فَوق (31)

هو يسوع بأصله السماويّ.

 

 

مَن كان من الأرض (31)

هو يوحنّا المعمدان، من عالم البشر، من العالم المخلوق.

 

 

يشهد بما رأى وسمع (32)

يعلّم بما رأى وسمع، إذن شهادته كاملة؛ وكلّ شهادة غير شهادته ناقصة.

 

 

الآية (33)

مَن قبِل شهادته، أي مَن ختم، وقّع، فدلّ على قبوله، لا على رفضه؛ هذا يعني أنّه قَبِلَ الحقيقة التي جاء بها يسوع، وأعلن أنّ الله يعمل فيه من أجل خلاص العالم؛ فمن قَبِلَ بذلك فقد "ختم على أنّ الله صادق"، وهو حاضر في العالم بحضور يسوع وكنيسته.

 

 

الآية (36)

الإيمان الذي هو تَعَلُّق واثق بشخص الإبن، هو الشّرط الوحيد لنوال الحياة الأبديّة؛ أمّا مَن يرفض الإيمان، فيتعرّض لغضب الله، أي لدينونته وعقابه؛ نشير هنا إلى أنّ "الغضب" صورة تدلّ على رفض الله للشرّ وللخطيئة (راجع رو 1: 18): "فإنّ غضب الله يعلن من السّماء على كلّ كفر وظلم يفعله الناس، الذين يحسبون الحقّ في الظلم."

 

 

الأب توما مهنّا