الجمعة السادسة من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (يو 3: 12-15)

 

 

12 كلَّمتُكُم في شؤونِ الأرضِ ولا تُؤمِنون، فَكَيفَ تُؤمِنون إذَا كَلَّمتُكُم في شؤونِ السَّماء؟

 

13 ما مِن أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّماء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، وهو ابنُ الإِنسان.

 

14 وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسانِ،

 

15 لِكَي تَكونَ لِكُلِّ مُؤمِن بهِ حَياةٌ أَبديَّة".

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

قال يسوع لنيقوديموس، أثناء زيارة هذا الأخير له (3: 1-11)، أنّه لا بدّ للإنسان من ولادة جديدة، من الماء والروح، لكي يدخل ملكوت الله؛ ولكنّه لمس لديه صعوبة كبيرة في فهم ذلك والتسليم به.

 

لذلك، حوّل يسوع انتباه نيقوديموس إليه بالذات، هو "ابن الإنسان"، الذي نزل من السماء، لكي يرفع مصلوبًا في صحراء هذا العالم (كحيّة موسى النحاسيّة في البرّيّة (عد 21: 4-9))، وقائمًا من القبر منتصرًا على الموت، وصاعدًا إلى السماء، ومانحًا كلّ ناظر إليه، بإيمان وتوبة، حياة أبديّة.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآية (12)

 

قد تعني هذه الآية أنّ أمور الدنيا هي ولادة البشر إلى حياة الروح، وأنّ أمور السماء هي سرّ بنوّة يسوع الإلهيّة (13)، وارتفاعه فوق الصليب (14-15)؛ كما قد تعني هذه الآية أنّ أمور الأرض هي شهادة التلاميذ، وأنّ أمور السماء هي شهادة المرتفع في المجد.

 

يرفع ابن الإنسان (14)

 

يُرفَع على الصليب ويُرفَع في مجد القيامة لأنّ الصليب هو موضع ارتفاع يسوع في المجد.

 

 

الآية (15)

 

يرتبط الإيمان بالحياة الأبديّة؛ وهذه، أي الحياة الأبديّة، هي علاقة صداقة مع الله ومحبّة له، تبدأ على الأرض وتدوم في السماء إلى الأبد.

 

 

 

الأب توما مهنّا