الثلاثاء السادس من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (يو 11: 17-31)

 

17 ولَمَّا وَصَلَ يسوعُ وَجَدَ أَنَّ لَعازَر قَد دُفِنَ مَنذُ أَربَعةِ أَيَّام.

 

18 وكانَت بَيتَ عَنيا قَريبَةٌ نَحو ميلَينِ مِن أُورَشَليم.

 

19 وكانَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ قد جاؤوا إِلى مَرْتا ومَريَم ليُعَزُّوهُما بأَخيهِما.

 

20 فلَمَّا سَمِعَت مَرتا أنّ يسوعَ آتٍ، خَرجَت لمُلاقاتِهِ. أمّا مَريَمُ فَبَقِيَت جالِسَةً في البَيت.

 

21 فقالَت مَرْتا لِيَسوع: "يا ربّ، لَو كُنتَ هنا، لَما ماتَ أَخي.

 

22 ولكِنِّي أَعلَمُ الآنَ أيضًا أَنَّ كُلَّ ما تَسأَلُ الله، يُعطيكَ إِيَّاه الله!".

 

23 قالَ لَها يسوع: "سَيَقومُ أَخوكِ!".

 

24 قالَت لَه مَرْتا: "أَعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ، في اليَومِ الأَخير".

 

25 قالَ لَها يسوع: "أَنا هو القِيامة والحَياة. مَن يؤمِنُ بي، وَإن ماتَ، فسَيَحْيا.

 

26 وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي فلن يَموتَ إلى الأَبَدِ. أَتُؤمِنينَ بِهذا؟".

 

27 قالَت له: "نَعَم، يا ربّ، إِنِّي أَؤمِنُ أَنَّكَ أنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ، الآتي إِلى العالَم".

 

28 فَلَمّا قالت هذا، مَضَت وَدَعَت أُختها، وقالت لها همسًا: "المُعَلِّمُ هُنا، وهو يَدعوكِ!".

 

29 وما إن سَمِعَت مَريَمُ حتّى قامَت مُسرِعَةً وجاءَت إِلَيه.

 

30 ولَم يَكُنْ يسوعُ قد وَصَلَ بَعدُ إِلى القَريَة، بل كانَ لا يزالُ حَيثُ لاقَتهُ مَرْتا.

 

31 فلَمَّا رأَى اليَهودُ، الَّذينَ كانوا في البَيتِ مَعَ مَريمَ يُعزُّونَها، أَنَّها قامَت مُسرِعَةً وخرَجَت، تَبِعوها، ظَنًّا مِنهُم أَنَّها ذاهِبَةٌ إِلى القَبرِ لِتَبكِيَ هُناكَ.

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

الإطار المادّيّ

 

 

لمّا اقترب يسوع وتلاميذه من بيت عنيا، كان قد مرّ على دفن لعازر أربعة أيّام؛ وكان كثير من اليهود هناك للتعازي؛ عرفت الأختان بوصوله، فخرجت مرتا لملاقاته، وبقيت مريم جالسة في البيت مع المعزّين؛ وبعد أن حاورت مرتا يسوع وانتهت إلى الإعلان عن إيمانها به، عادت إلى البيت، ودعت همْسًا أختها مريم، فهبّت هذه، بدورها، إلى ملاقاة يسوع، مسترعيةً هكذا انتباهَ جميع الحاضرين ...

 

 

 

حوار بين يسوع ومرتا

 

 

بادرت مرتا يسوع، وقالت له: "يا ربّ، لو كنت هنا، لَما مات أخي" (21)؛ وأضافت، وكأنّها تطلب منه معجزة الآن، في الحاضر: "ولكنّي أعلم الآن أيضًا أنّ كلّ ما تسأل الله، يعطيك إيّاه الله" (22)؛ أجابها يسوع، وكأنّ جوابه يطال المستقبل : "سيقوم أخوك" (23)؛ فأجابته مرتا بأفكار من تعاليم اليهود السائدة ومن تعاليمه، وبلهجةٍ تدلّ على أنّ جوابه لم يُرضِها في الحاضر: "أعلم أنّه سيقوم في القيامة، في اليوم الأخير" (24).

 

 

 

هويّة يسوع، وهويّة المؤمن به

 

هكذا أراد الربّ أن تتحضّر الأجواء لكي يعلن، في الأساس، عن هويّته، قائلًا: "أنا هو القيامة والحياة" (25)؛ أنا هو القيامة الحقيقيّة، والحياة الجديدة الأبديّة، والفاعلة في حياة المؤمنين به منذ الآن؛ لكي يعلن بالتالي، عن هويّة المؤمن به، قائلًا: إن كان مائتًا فسيحيا، وإن كان حيًّا، فلن يموت إلى الأبد!

 

 

إعلان مرتا عن إيمانها

 

 

وبعد إعلان الربّ عن هويّة المؤمن به بطريقة احتفاليّة، التفت إلى مرتا وسألها: "أتؤمنين بهذا ؟" (26)، فأجابته بالإعلان الصريح عن إيمانها بهويّة كاملة : "نعم، يا ربّ، أنا أؤمن أنّك أنت المسيح ابن الله، الآتي إلى العالم" (27)، (راجع متّى 16: 16).

 

 

 

 

 

ثانيًا  "قراءة رعائيّة"

 

 

كلّ ما تمنّته الأختان، مريم ومرتا من يسوع (21 و32) هو حضوره أثناء مرض أخيهما لَعازَر، لكي يحول دون موته!.

 

 

شرح آيات وكلمات

 

 

ليعزّوهما بأخيهما (19)

 

هناك تعزية كبيرة تمتدّ على ثلاثة أيّام، وتعزية أصغر تمتدّ على ثلاثين يومًا.

 

خرجت مرتا لملاقاته (20)

 

بما أنّها الأكبر، خرجت لاستقبال يسوع عند وصوله إلى ديارهما.

 

 

لكنّي أعلم الآن أيضًا... (22)

 

هنا فعل إيمان أوّل من مرتا: يسوع هو رجل الله، ما يطلبه من الله يعطى له.

 

أعلم أنّه سيقوم (24)

 

أعلنت مرتا هنا إيمانها بالقيامة في اليوم الأخير، كما في العالم اليهوديّ المتأثّر بالتعليم الفرّيسيّ.

 

أنا هو القيامة والحياة (25)

 

لا يعطي يسوع، بقدر الله فقط، القيامة والحياة، بل  ذاته القيامة والحياة، فيتعارض كلّيًّا مع الموت.

 

 

أتؤمنين بهذا (26)

 

هنا يطلب يسوع إيمانًا خاصًّا به للحياة من الموت؛ تجدر الإشارة إلى أنّ الموت موتان، موتٌ زمنيّ يتمّ بنهاية الحياة على الأرض وموتٌ أبديّ يبدأ بالانقطاع عن الله في هذه الدنيا بعدم الإيمان به وبفعل الخطيئة وبالهلاك الأبديّ بعد الموت الزمنيّ.

 

 

إنّها ذاهبة إلى القبر لتبكي (31)

 

نظرة اليهود نظرة بشريّة: ظنّوا أنّ مريم ذاهبة إلى حيث الموت، لتبكي؛ أمّا نظرة مريم فإنّها نظرة إيمانيّة، قامت مسرعةً وخرجت إلى يسوع، عند مَن هو الحياة!

 

الأب توما مهّنا