أحد النسبة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل متّى (1/1-7)

أحد النسبة

 

كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ المَسِيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم:

 

إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحق، إِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وإِخْوَتَهُ،

 

يَهُوذَا وَلَدَ فَارَصَ وزَارَحَ مِنْ تَامَار، فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُون، حَصْرُونُ وَلَدَ آرَام،

 

آرَامُ وَلَدَ عَمِينَادَاب، عَمِينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُون، نَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُون،

 

سَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَاب، بُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوت، عُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى،

 

يَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِك. دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنِ ٱمْرَأَةِ أُوْرِيَّا،

 

سُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَام، رَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا، أَبِيَّا وَلَدَ آسَا،

 

آسَا وَلَدَ يُوشَافَاط، يُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَام، يُورَامُ وَلَدَ عُوزِيَّا،

 

عُوزِيَّا وَلَدَ يُوتَام، يُوتَامُ وَلَدَ آحَاز، آحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا،

 

حِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، مَنَسَّى وَلَدَ آمُون، آمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا،

 

يُوشِيَّا وَلَدَ يُوكَنِيَّا وإِخْوَتَهُ، وكانَ السَّبْيُ إِلى بَابِل.

 

بَعْدَ السَّبْيِ إِلى بَابِل، يُوكَنِيَّا وَلَدَ شَأَلْتِيئيل، شأَلْتِيئيلُ وَلَدَ زُرُبَّابِل،

 

زُرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُود، أَبيهُودُ وَلَدَ إِليَاقِيم، إِليَاقِيمُ وَلَدَ عَازُور،

 

عَازُورُ وَلَدَ صَادُوق، صَادُوقُ وَلَدَ آخِيم، آخِيمُ وَلَدَ إِلِيهُود،

 

إِلِيهُودُ وَلَدَ إِلِيعَازَر، إِلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّان، مَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوب،

 

يَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى المَسِيح.

 

فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ

 

جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.

 

 

تأمل:   (لمزيد من الإستنارة الروحيّة قراءته طوال الأسبوع بتمهّل).

 

 

يشكّل أحد النسبة في إنجيل متّى مدخلاً أساسيًّا لهويّة يسوع الإلهيّة. لذلك نرى متّى يبدأ بنسب يسوع، مُكتفيًا بتاريخ إسرائيل إعداداً لميلاده. متّى يريد إدخال يسوع في تاريخ الخلاص وفي شعب إسرائيل، من خلال بنوّته لإبراهيم ولداود، وبالتالي إظهار أنَّ تاريخ الخلاص السّابق لا يجد غايته وكماله إلاّ في شخص يسوع وحده. يُقدّمُ متّى سُلالة يسوع بمجموعةِ أجيالٍ مُؤلفة كُلُّ واحدةٍ منها من أربعة عشر جيلاً، من إبراهيم إلى داود، من داود إلى سبي بابل، ومن سبي بابل إلى يوسف زوج مريم التي وُلد منها يسوع.

 

في نسب يسوع يستعملُ متّى نفسَ الفعلِ الواردِ في بدايةِ سفرِ التكوين، عَنْ خلقِ السَّماوات والأرض وعَن خلقِ آدم: "تلك هي نَشأةُ السَّماوات والأرض حين خُلِقت" (تك 5/1). نرى المقابلة واضحة: يريد الإنجيليّ أنْ يُظهِرَ أنَّ وِلادة يسوع هي خلقٌ جديد. على آدم الأوَّل يُجيب آدمُ الجديد، ومريمُ هي الأرض الجديدة التي تستقبل هذه البداية الجديدة لِلبشريَّة. كما أنَّ الرُّوحَ كان يُرَفرِفُ على مياه الخليقة، مُعطياً إيَّاها وُجوداً وحَرارةً وَحَياة (تك 1/ 2)، كذلك يأتي هذا الرُّوحُ عينُهُ ويَحِلُّ في مريمَ العَذراء المُنفتِحَةِ على تَدخّلِ سِرِّ اللهِ الخلاصيّ.

 

في النقطةِ الأساسيَّة الحاسِمَة، عندما يُقدِّمُ متّى المسيحَ على أنَّها الجِذع الجَديدَ النّابِتَ مِن يسّى ابن داود، يقطعُ بصيغَةٍ مُختلفةٍ تَتَابُع الأجيالِ فلا يقولُ هنا كما في الصِّيَغِ السَّابقةِ أنَّ يوسفَ وَلدَ يسوع بَل يقول: "يعقوبُ ولدَ يوسف، زَوج مريمَ التي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الذي يقال له المَسيح". يبدأ هذا التاريخ عند متّى مع إبراهيم، أمّا الإنجيليّ لوقا فيرجع بالتاريخ من يسوع إلى آدم ابن الله. هذا يكفي للدلالةِ على أنَّ التاريخَ ليسَ هو المَقصودُ بل هو بالنسبةِ إلى الإنجيل مَجالٌ زَمني لِلتّفاعلِ بين الله والإنسان، هو مَسْرَحٌ يَظهرُ فيه قصدُ اللهِ الخلاصيّ.

 

يشهدُ هذا التّاريخ على تَدخّلِ الله في حياةِ البَشر، ويَظهرُ هذا التدخّل بطريقةٍ جليّةٍ في ميلادِ يسوع ابن الله الذي أتى ليُتَمِّمَ ما وعدَ بهِ اللهُ إبراهيمَ وداودَ ويُعيدَ المُلكَ لإسرائيلَ بعدَ سَبي بابل. في هذا الإنجيل، متّى يذكرُ أربعَ نساءٍ أجنبيَّاتٍ في نسبِ يسوع هُنَّ: تامار الكنعانيَّة، وراحاب من أريحا، وراعوت المؤابيَّة وبتشابع الحثـيَّة، وبعضُهنَّ خاطِئاتٍ أرادَهُنَّ اللهُ أمَّهاتٍ في شعبِهِ المُختارِ ليدُلَّ على أنَّ نسبَ يسوع ليسَ مَحْصوراً بالشّعبِ اليَهوديِّ وَحْدَه، ورسالته غيرُ مقتصرَةٍ عليه، بلْ إنَّ خلاصَ الله الشّموليّ يُساهِمُ فيه حتّى الوَثنيون، فاللهُ قادِرٌ أنْ يُخْرِجَ من الشرِّ خَيراً: "... فإنّي أقولُ لكُم إنَّ الله قادِرٌ على أنْ يُخْرِجَ مِن هذِهِ الحِجارَةِ أبناءً لإبراهيم" (متى 3/ 9).

 

إنَّ مسألة زواجِ يوسفَ مِنْ مريمَ ومَسألة وِلادَةِ يسوع مِنْ مريمَ هُما أمرانِ مُتَمايزان. إنَّ القدِّيسَ متّى الذي يُريدُ بقوَّةٍ إثباتَ مَسيحانيَّة يسوع، وبالتّالي بُنوتَهُ الداوديَّة، يخلِقُ لنفسِه، كما يبدو صُعوبة ً غيرَ ضَروريَّة. مِن الواضِحِ أنَّهُ قام بذلِك لأنّه يُريدُ إعطاءَ تأكيدٍ لاهوتِيّ، يُعَبِّرُ فيه عَن مَصْدَرِ يسوع الإلهيّ المُباشَر. اللهُ بذاتِهِ يَضَعُ بداية ً جديدةً في تتابُع الأجيال، بواسطَةِ روحِهِ في العَذارءَ مريم. يختَتِمُ تواصُلَ الأجيالِ في البيتِ المَلكيِّ الداوديّ، بواسِطَةِ تدَخُّلٍ مباشَرٍ مِن قِبَلِ الله.

 

إنَّ الذ ِّكْرَ الغيرَ مُتوقّع هُو لأربعِ جَدّاتٍ في سُلالةِ يسوع، جَدّاتٍ تبدو أمومتهِنَّ خاصَّة وغيرَ شَرعيّة. لذلك متّى لا يُريدُ المُقابلة بين هذهِ النّسوَة وبين مَريم، بلْ الإشارة إلى أمومَةِ مريم غيرَ العاديَّة، وإلى خلاصِ الخَطأةِ الشّامِل، المَمْنوح في إبنِ مَريم. هذا ما يُفسِّرُ لماذا اختارَ الإنجيليُّ هذِهِ النّسوَة وليسَ غيرهنَّ مِمَن هُنَّ أكثرَ أهميَّة ً في تاريخ إسرائيلَ أمثال: سارة، رفقا، يهوديت،... إنّه يريد إظهار حقيقة أنَّ عملَ اللهِ هُوَ الأهمّ في تَحضيرِ العَظائِمِ التي سيَصْنَعُها في العذراء مَريم.

 

لذلك يتبعُ القدّيس متّى هَدفين في نسبِ يسوع: فهو مِن جهّة يريد التشديد على علاقة الطفل الشرعيّة مع يوسف ابن دواد، فيضع يوسف في محور الخبر، ومن جهّة أخرى، يؤكّد بأنّ ما حدث لمريم ليس من عمل أب أو زرع بشريّ بل من عمل الرّوح القدس. كذلك في وضع نسوة السّلالة الغير الشرعيِّ ظهرت أمانة ُ وقوَّةُ الله. بفضلِ نسبِ يسوع الداوديّ، يسوع هو شرعيّاً ابن داود، كذلك بفضلِ الحبلِ الخارقِ من الرُّوحِ القُدُس، يسوع هُوَ ابنُ الله.

 

في مريمَ يَتِمُّ الإنتظارُ المَسيحانيّ الداوديّ بفضلِ عملٍ إلهيٍّ عجيبٍ غير مُنتَظرٍ وغيرِ مُتَوَقّع. من خلالِ كُلِّ ما تقدّمَ يُؤكّدُ متّى فكرة إنتفاءِ أبوّة بشريَّة في ولادة يسوع، ويضَعُ هذا الحبلَ البتوليّ تحتَ علامةِ إتمامِ النُبؤاتِ والكُتُب. إنَّ هذا البُعدَ اللّاهوتيّ هُو الذي يُعطي التّاريخ بُعدَه الحقيقيّ، ويُنَظِمَهُ ليُصبِحَ تاريخ النّعمَةِ والخَلاص، تاريخَ التدخّلِ الإلهيّ الذي يُصلحُ فوضى البَشَرِ وأخطاءَهم.

 

بدونِ هذا البُعْدِ اللّاهوتيّ يبقى التاريخُ مُشرَّعاً على الفَوضى، ومِنْ دونِ الله تبقى حَياةُ كُلِّ إنسانٍ مُظلمَة ومُغلقة على المُستقبل، لأنَّ الإيمان هُوَ مَعنى الوجود. إنَّ السؤالَ الأعمق الذي تطرحُهُ الحياةُ عليَّ اليوم هو مَعنى حياتي ودَورُ الخلاصِ الذي أقومُ بِه، إذ نَحْنُ مُؤتَمَنون على سِرِّ حُضورِ اللهِ في هذا العالم. لذلك على كُلٍ منّا أنْ يجدَ لنفسِهِ هَدَفـًا في الحياة مِنْ شأنِهِ أنْ يجعلَ منهُ شخصًا مُمَيَّزاً ولهُ قيمة ً خاصَّة.

 

عليَّ أنْ أؤمن بأنَّ حياتي سَوفَ تُغيّرُ شيئاً ما وتُحدِث ُ اختراقـًا نَوعيًّا في حياة إنسان آخَر. ينتمي كلُّ إنسانٍ إلى شعبٍ وسُلالةٍ أو نَسَبٍ مُعَيّن. وهو بالتالي وبما لديه من مَفاهيمَ ومُكوّناتٍ وقيمٍ وتاريخ، نتيجة للأجيالِ السَّابقة. فهلْ نتبنّى اليومَ تاريخَنا وقيمَهُ لنبقى على تَواصُلٍ معَ تاريخنا؟ هناك مَن يقول إذا أردتَ أنْ تُلغي شعباً يجبُ أنْ تُنسّيه تاريخَه. هذا ما باتَ يَعيشُهُ عالمُنا اليوم، وهذا ما ندّدَ بِهِ الإرشادُ الرَّسوليّ، لذلك هو يَحضُّنا لِلعودَةِ إلى ينابيعِ جُذورِنا المَسيحيَّة.

 

كان الزّمن بالنسبةِ للأقدَمين خاصَّة ً في الفلسفةِ والحَضارةِ اليونانيَّةِ زَمَناً مُقفلاً يَدورُ في حلقةٍ مُفرَغَةٍ حَولَ ذاتِه، ليسَ لهُ أيُّ هَدَفٍ أو غاية. معَ تَجَسُّدِ يسوع ابن الله انفتحَ الزَّمَنُ على الأبديَّة، إذ أصبحتِ البَشريَّة بعلاقةٍ عاموديَّةٍ معَ الله، هذا ما يريدُ أنْ يقولَهُ الإنجيليّ متّى، إذ أصبحَ اللهُ غاية التّاريخِ ومِحوَرُ وجودِه.

 

وأضحى ابنُ اللهِ الجوابَ الوحيدَ الذي وحدَهُ استطاع َ أنْ يَشفيَ غليلَ الإنسانيَّةِ المُتَعَطشَةِ إلى هذا البُعدِ الإلهيّ، إذ غدا يَسوع مَركزاً دائِماً لتدفّقِ الكونِ والخليقة. ففي هذا يقول الفيلسوف هايدغر: "يسوعُ هوَ القصيدةُ الأولى التي يبتدِئُ بها الكون". إنَّ أكثريَّة الأديانِ والعُلومِ الفلسفيَّة تُقرُّ أنَّ هُناك مَسافة شاسِعَة ٌ بين الإلهِ القدُّوسِ وبين الإنسانيَّةِ الخاطِئة، إذ لا يُمكنُ لهذِهِ الإنسانيَّةِ أنْ تُقيمَ علاقة ً مع اللهِ القدُّوس.

 

إنَّ ما يُميّزُ المَسيحيَّة عَن سِواها مِنْ هذِهِ الأديانِ والفلسلفاتِ هوُ أنَّ ابنُ اللهِ تَجَسَّدَ وصارَ إنسانًا وشابَهَنا في كُلِّ شيءٍ ما عَدا الخَطيئة، لذلك صارَ "ابنُ اللهِ إنساناً لكي يُصبِحَ الإنسانُ إلهًا"، لأنَّ الإنسان ثمينٌ في عَينيّ الله. هذا ما أكّدَهُ القدّيس مكسيموس المُعترف بقوله: "هكذا يصيُر الله إنسانًا دون أن يترك شيئًا من طبيعة البشر، ما خلا الخطيئة، التي ليستْ مِن صُلبِ طبيعتنا". لقد انتسبَ ابنُ الله إلى بَشرِّيتنا ولبِسَ طبيعَتنا الإنسانيَّة لكي يُلبسَنا طبيعتَهُ الإلهيَّة ويُجدّدَ ما أفسدَتْهُ الخطيئة فينا.

 

إنتسبَ إليّ أنا الخاطئ، ليقولَ لي: إنّني لمْ آتِ منْ أجلِ البَشر، بلْ مِن أجلِك أنتَ. إنَّ ذروَة الفشلِ والكآبةِ والضياعِ والمُعضِلة ُ الكبيرةُ في تاريخِنا اليَوميّ، هُو عندما لمْ نعُدْ نَجد معنًى لوُجودِنا ولمَشاكِلِنا ولِآلامِنا ولكُلِّ ما نفعَله في حياتِنا. دون الله تُضحي مَشاكِلنا كبيرةً ونحنُ نَرْزَحُ تَحْتَها، وتَتغلّبُ علينا، ولكننا مَعَ اللهِ نتَحَكّمُ بِها ونتغلّبُ عليها.

 

نحنُ مدعوُّون أنْ نُدرِكَ بأنَّ الله قدّسَ الزَّمن وأضحى الزّمنُ جِسْرَ عُبورٍ إلى عالمِ الله، فأصبحَ لِكُلِّ لحظةٍ أعيشُها قيمة ً مُطلقة في الوجود. لذلك تقولُ ماري جين إريون: " يا يومي العادي، ليتني أفطن إلى الكنـز الذي فيك أتعلّم منك أحبّك أتذوقك أباركك قبل أن تمضي. لا تدعني أميل عنك لأبحث عن غدٍ نادر الكمال. دعني أضمّك ما دمت في متناولي، فربما غاب ذلك عنّي". وتقول القدّيسة تريزيا الطفل يسوع: "من يعرف الله وحده يستطيع أن يفهم الله والعالم".

 

إنَّ الشرَّ يسيرُ بسرعةٍ أكثرَ مِن الخَير، وهو يَظهَرُ سريعاً ويَنتهي فجأةً، أمَّا الخيرُ وإنْ كان يسيرُ ببطءٍ، لكنّه هو الذي يَصِلُ الى النهاية. لذا نحنُ مدعوُّون في أحلقِ صعوباتِ تاريخِنا الأشدَّ لغزًا وغُموضًا إلى أنْ نُؤمن بأنَّ الله هو الذي يَقودُ التاريخ وليسَ الإنسان، فيصلُ بهِ إلى غايتِهِ المنشودة. وحدَهُ الله يستطيعُ أنْ يعطيَ المعنى الخلاصيَّ لشتّى مراحلِ تاريخ حياتنا. "كما تعلو السَّماواتُ عن الأرض، كذلك طرقي تعلو عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (أش 8/55-9).

 

 

أسئلة للتأمل والتفكير:

 

 

كيف نقرأ تاريخنا وكيف نبني حياتنا الشخصيّة؟ وهل نتبنّى رؤية الله الخلاصيّة لنا ولشعبنا؟ ما هو موقفي أمام معضلة صعبة ومصيبة كبيرة؟ هل أرضى بجواب يسوع الخلاصيّ؟

 

ما هو موقع إنتسابي للحياة المسيحية؟ أي مسيح موجود فيّ؟ هل أدركتُ أنَّ المسيح تجسّد وصُلب لأجل جميع الخطأة الذين بينهم أنا؟

 

من أنا أمام المسيح؟ ما أهلي، ما حضارتي، ما تربيتي، ما ثقافتي، ما أنسابي وإنتمائي؟ لماذا ما زلت خائفاً وخجولاً من المسيح؟

 

صلاة:

 

يا إله الدهور ومُرتجى جميع الأجيال، يا من تهبُ معنًى لوجودنا ولتاريخنا، وتجعله يسير نحوك. فتمنحنا خلاصَك الذي تجسّد في حشا البتول الطاهرة ومازال يتجسّد في ضعف إنسانيتنا وفي أعماق الظلمة والتاريخ. حوّل خطيئتنا إلى غفران وأفق حياتنا المظلمة إلى فجر خلاص. أنصرنا على التجربة، لأنك عالمٌ بجبلتنا. يا مَن وضعتَ أسُسَ التاريخ، علّمنا أن نكّملَ البناءَ في مُجتمعِنا وكنسيتنا ونقومَ بالدّورِ الذي أوكلتَهُ لكُلٍّ منّا في تاريخ حياتِنا اليوميّ، لك المجدُ إلى الأبد. آمين.

 

 

الأب نبيل حبشي ر.م.م.