17 أيلول «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  ( يو 12/ 31- 36)

 

 

 

31 قال الرّبّ يسوع: "هي الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرد سلطان هذا العالم خارجًا.

32 وأنا إذا رفعت عن الأرض، جذبت إليّ الجميع".

33 قال هذا ليدلّ على أيّ ميتةٍ كان مزمعًا أن يموتها.

34 فأجابه الجمع: "نحن سمعنا من التّوراة أنّ المسيح يبقى إلى الأبد. فكيف  تقول أنت: إنّ على ابن الإنسان أن يرفع؟ من هو ابن الإنسان هذا؟".

35 قال يسوع: "النّور باقٍ بينكم زمنًا قليلاً. سيروا ما دام لكم النّور، لئلاّ يدهمكم الظّلام. فمن يسير في الظّلام لا يدري إلى أين يذهب.

36 آمنوا بالنّور، ما دام لكم النّور، لتصيروا أبناء النّور". قال يسوع هذا، ومضى متواريًا عنهم.

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 

 يرد هذا النصّ، مع شرحه، يوم الأربعاء، الأسبوع السابع من زمن القيامة.

 

 

يسوع في صراع مع سلطان هذا العالم (قوى الشرّ)؛ إنّه ابن الله البارّ الذي أرسله الله الآب إلى العالم ليتمّم عمل الخلاص؛ فرضي أن يحمل خطيئة العالم، التي ألقتها على عاتقه قوى الشرّ ظلمًا، بهدف سحقه؛ لكّن الله أقامه من بين الأموات، منتصرًا ومكفّرًا عن خطايا الإنسان، وجاذبًا إليه الجميع؛ ونصّبه الله الآب ديّانًا، في هذه الأومنة الأخيرة، فيطرد، من هنا وهناك، تلك القوى التي لا تزال تعمل في العالم، وتؤذي الأبرياء فيه.

 

 

 توقّف بعض الجمع عند العبارة: "وأنا إذا رفعت عن الأرض"، التي قالها يسوع، معترضين على ما تعنيه، ومستندين في اعتراضهم إلى التوراة وإلى اعتقاد سائد يقول إنّ المسيح الآتي يبقى إلى الأبد؛ ثمّ أتبعوا قولهم هذا بالتساؤل حول هويّة "ابن الإنسان" الذي أشار إليه وإلى مصيره، يسوع في كلامه.

 

 

   يسوع هو النور في هذا العالم؛ والعالم بدونه، ظلام؛ ونحن سائرون في هذا العالم، فمن صالحنا اختيار يسوع-النور، لكي نؤمّن المسيرة نحو ميناء الخلاص.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

 

 الأية ( 31)

 

 

"هي الآن دينونة هذا العالم" : جاء في الدينونة: "هذه هي الدينونة: جاء النور إلى العالم، فأحبّ الناس الظلام أكثر من النور، لأنّ أعمالهم كانت شريرة" ( 3/ 19)؛ وجاء في الدينونة أيضًا: "وأمّا من يعمل الحقّ فيقبل إلى النور، كي تظهر أعماله، لأنذها في الله قد عملت" ( 3/ 21)؛ هناك تقابل بين هذا العالم الذي تسيطر فيه القوى المعادية لسلطة الله، وبين العالم الآتي الذي فيه يملك الله؛ يشخّص قوى هذا العالم إبليس ( يو 6/ 70؛ 8/44؛ 13/ 2)، أو الشيطان ( يو 13/ 27)، أو سلطان هذا العالم ( يو 14/ 30؛ 16/ 11)؛ ظنّ الشيطان أنّ موت يسوع على الصليب هو انتصاره، فكان على العكس، هزيمته: لقد قهر، وزال سلطانه عن العالم.

 

 

 

  الآية ( 34)

 

 

في الواقع، نحن تجاه التقاليد الشعبيّة التي تعتبر أنّ المسيح لن يموت؛ نسي اليهود أناشيد عبد يهوه خصوصًا في أش 52/ 13- 53/ 12.

 

 

 

الأب توما مهنّا