صلاة للروح القدس «أضواء

 

 

1

أيّها الرّوح الخالق

 

هلمَّ أيّها الرّوحُ الخالقُ فزُرْ عقولَ عبيدِكَ.

 وأوعِبْ من نعمتِكَ السّامية الصدورَ التي خلقتها.

 

أنتَ هو المَدعو بارقليطـًا وموهبة َ اللهِ العليّ، وينبوعًا محييًا، ونارًا، ومحبّة ً، ومسحة ً روحيّة.

أنتَ الموزّعُ المواهبِ السبع وإصبعُ اليمين الأبويّة.

 

 أنتَ موعدُ الآبِ حقًّا ومُغني الحناجرَ بالنُّطق.

 أضئ الحواسَ بالنور. ألقِ المحبّة في القلوب. شدِّد ضعفَ أجسادِنا بقوّتِكَ الثابتة، واطردِ العدوَّ بعيدًا وأعطِ السّلامَ سريعًا.

 

وإذ تكون لنا قائدًا متقدِّمًا فننجوَ بكَ منْ كلِّ ضرر،

 أعطنا معرفة ً بها نعرفُ الآبَ

 ونعلمُ الابن ونؤمنُ كلَّ حين أنّك روحُ كليهِما.

 

 المجدُ للهِ الآبِ والابنِ الذي قامَ من بين الأموات والبارقليط

إلى دهر الداهرين. آمين.

 

 

2

هلمّ أيّها الرّوح القدس

 

هلمَّ أيُّها الرّوحُ القُدُس وأرسِل مِن السّماءِ شُعاعَ نورِك.

هلمَّ يا أبا المساكين، هلمَّ يا مُعطي المواهب، هلمَّ يا ضِياءَ القلوب.

 

أيُّها المُعزّي الجليل، يا ساكِن القلوب العذب،

أيّتُها الاستراحة اللذيذة،

أنتَ في التّعبِ راحة، وفي الحرِّ اعتدال، وفي البكاءِ تعزية.

 

أيُّها النّورُ الطوباويّ، إملأ باطِن قلوب مؤمنيك.

لأنّهُ بدونِ قُدرتِكَ لا شيءَ في الإنسان، ولا شيءَ طاهر.

 

طهِّر ما كان دنِسًا، إسقِ ما كان يابِسًا،

إشفِ ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلبًا،

أضرِم ما كان بارِدًا، دبِّر ما كان حائِدًا.

 

أعطِ مؤمنيكَ المُتّكلين عليك، المواهِبَ السَّبع.

(الحكمة، الفهم، القوّة، المَشورة، العلم، التّقوى ومخافة الله).

إمنحْهُم ثوابَ الفضيلة، هَبْ لهم غايَة َ الخلاص،

أعطِهم السُّرورَ الأبديّ. آمين.

 

 

3

صلاة لاستمداد مواهب الرّوح القدس

 

يا حبيبي يسوع، عينُ الجودِ والصلاح، الذي قـبْلَ صعودِهِ إلى السماءِ قد وعدَ الرُّسلَ والتلاميذ بإرسالِ روحِهِ القدّوس ليُعزيَهُم ويشدِّدَهُم، تعطـّـف وأرسِل إلينا هذا الرّوحَ الذي يُقدِّسُ النفوسَ ليحلَّ فينا

ويَملأنا مِن مواهِبِه السنيّة.

 

فتعالَ، يا روحَ الحكمَة، وحِلَّ فينا لتُطلعَنا على الخيرِ الحقيقيّ وتوفّـرَ لنا وسائلَ الحُصولِ عليه.

هلمَّ وحلَّ فينا، يا روحَ الفهم، وأنرْ عقولنا لنُدرِكَ حقائقَ ديانتِنا المُقدَّسة وأسرارَها العميقة.

هلمَّ وحلَّ فينا يا روحَ القوّة، وأشغفْ قلوبَنا بحبِّ اللهِ وقوِّنا على العملِ بواجباتِنا حيث

لا يُثنينا عنها شيء من أمورِ الدّنيا.

 

تعالَ، يا روحَ المشورة، وحِلَّ فينا ليتسنّى لنا أنْ نعرفَ ما يجبُ علينا عمله بحسبِ مشيئةِ اللهِ تعالى.

 

تعالَ، يا روحَ العلم، وحِلَّ فينا لنعرفَ ذواتَنا على أكملِ نوع. فمِنكَ نطلبُ بكلِّ لجاجةٍ هذا العلمِ الإلهيّ الضروريّ لنا وهو أساسُ كلِّ فضيلة. ثمّ نكرّرُ الطلبَ بإلحاحٍ معَ القدّيسِ أغوسطينس قائلين:

 "إلهي، أنِعم علينا بأن نعرفكَ ونعرفَ ذواتنا".

 

هلمَّ، يا روحَ التقوى، وحِلَّ فينا لنقوى على إتمام الوصايا الإلهيّة والمَشوراتِ الإنجيليّة بكلِّ سرور. وأنعِمْ علينا بأنْ نختبِرَ أنَّ نيرَ الرّبِّ في الحقيقةِ هيّنٌ وخفيف، فلا نستـنكِفُ من حِملِه.

 

هلمَّ ، يا روحَ مخافةِ الله التي هي رأسُ الحكمة، وحِلَّ فينا واعضدنا لكي نتجنّبَ بكلِّ حرصٍ كلَّ ما من شأنِهِ أنْ يُغيظ َ أبانا الذي في السموات.

 

المجد لك أيّها الآب الأزلي الذي يحيا ويملك مع ابنه الوحيد وروحه القدّوس المعزّي النفوس

إلى أبد الآبدين. آمين.