2 تشرين الثاني تذكار الموتى المؤمنين «على درب القداسة

 

2 تشرين الثاني تذكار الموتى المؤمنين

 

 

قد أقامت الكنيسة المُجاهدة، يوم أمس، تذكارًا لشقيقتها المُنتصرة في السّماء، واليوم تُقيم تذكارًا آخر لشقيقتها المُتألّمة في المطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها. إنّ تذكار الموتى هذا قد رسمه البابا بونيفاسيوس، كما رسم تذكار جميع القدّيسين. وذلك لأنّ المؤمنين الرّاقدين بالرّبّ، وعليهم بعض قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحلِّ السرِّي، أو خطايا عرضيّة، لم يوُفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون أن يكفِّروا عنها في المطهر، بنار مثل نار جهنّم، لكنَّها زمنيّة. ولذلك تقدِّم الكنيسة، شرقـًا وغربًا، الصّلوات والقرابين لأجل راحة الأنفس المطهريّة.

 

فعلينا نحن، قيامًا بواجب الرّحمة وعرفان الجميل والعدل أيضًا أن نرفع الصّلوات ونقدِّم القداديس أو نسمعها ونصنع الحسنات من أجل الموتى، لأنّهم إخوتنا بالمسيح، ولاسيّما إذا كانوا من أقربائنا والمُحسنين إلينا. فإنَّهم من أعماق مطهرهم يصرخون نحونا: "إرحمونا إرحمونا، أنتم يا أخلاَّءنا فإنَّ يد الله قد مسّتنا" (أيوب 19: 21). و"طوبى للرُّحماء فإنَّهم يُرحمون" (متى 5: 7). فلينفذ صوتُ صُراخهم هذا آذاننا وأعماق قلوبنا لنُسرع إلى نجدتهم. آمين.
 

 

وفي هذا اليوم أيضًا 

تذكار الشّهداء اكندينوس ورفاقه

 

إنّ هؤلاء الشّهداء كانوا من بلاد فارس في عهد قسطنطين الكبير والملك سابور الثاني، وكان الثلاثة الأولون منهم ذوي غيرة وإقدام على الدّين المسيحيّ، ونشر تعاليم الإنجيل المقدّس بين إخوتهم المسيحيّين وردّ الكثيرين من الوثنيّين إلى الإيمان الصّحيح. فغضب سابور عليهم وأنزل بهم أشدّ العذابات هولاً، فكانوا صابرين، ثابتين في إيمانهم. وقد آمن الكثيرون من الجند حتى أمُّ الملك نفسها، لرؤيتها ما حدث من المعجزات في أنواع العذابات التي مرُّوا بها. فأمر الملك بقطع رؤوسهم مع جميع الذين آمنوا بسببهم ونال جميعهم إكليل الشّهادة في سنة 341. صلاتهم معنا. آمين.