عظة غبطة الراعي - إثنين الفصح «متفرقات

 

 

   "فَجرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى" (مر9:16)

 

 

 

 

      1. في اليوم الثالث قام يسوع من الموت، بحسب الكُتُب وبحسب وعده، واكتشف التلاميذ ذلك عندما رأوا القبر فارغًا، وراح يسوع القائم من الموت يتراءى لهم، فيما هم ظلُّوا غيرَ مُصدِّقين لقساوة صدمة الصَّلب عليهم. فوبَّخهم يسوع على قلَّة إيمانهم. إنجيل اليوم يعدّد شهود القيامة، الذين تراءى لهم الربُّ القائم، ولم يصدِّقوا بعضهم بعضًا. ولكن بعد حلول الروح القدس يوم العنصرة جعلوا من كرازتهم بالقيامة أساسَ الإيمان المسيحيّ، لكونها الضَّمانة لثمار الفداء بموت المسيح، الذي به صالحَ العالمَ مع الله، ولثمار قيامته التي هي الحياة الجديدة بالروح القدس. وهذه أصبحَت رسالة الكنيسة فيما المسيح حاضرٌ فيها ومعها بكلامه وبسرِّ جسده ودمه وجماعاته المصليَّة.

 

 

 

 

      2. كان التَّقليد التاريخيّ أن البطريرك والأسرة البطريركيَّة بأساقفتها وكهنتها وراهباتها والعاملين فيها، يقدِّمون ذبيحة القدَّاس الإلهيّ على نيَّة فرنسا بحضور سفيرها في لبنان والطاقم الديبلوماسي في السفارة. لكنّ قرار التعبئة العامة والحجر المنزليّ، بسبب تفشِّي فيروس كورونا، حالَ دونَ إمكانيَّة حضور السفير الفرنسي ومعاونيه إلى الكرسي البطريركيّ للمشاركة. فأبقينا الاحتفال بهذه الليتورجيَّا الإلهيَّة على نيَّة فرنسا كما اتَّفقنا مع سعادة السَّفير. وقد كتبَ لنا في هذا الشَّأن رسالة المعايدة.

 

 

 

 

      إنَّنا نصلّي على نيَّة فرنسا، رئيسها السيّد Emmanuel Macron والشعب الفرنسيّ، ونرجو من سعادة السَّفير Bruno Foucher أن ينقل إليهم تهانينا وتمنِّياتنا بالعيد. كما نعرب عن هذه التهاني والتمنيات له ولمعاونيه في السفارة الفرنسية في بيروت.

 

 

 

 

      3. أودّ في المناسبة أن أعرب باسم كنيستنا المارونية والكرسي البطريركي وباسمي الشخصيّ، مع الشَّعب اللبناني والمسؤولين، عن الامتنان والشكر لما قدَّمته فرنسا للبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما في المجال الطبي المرتبط بفيروس كورونا. فمنذ التاسع من آذار، وهو بداية ظهور وباء corona المعروف بـ COVID 19، قدَّمت فرنسا هبات لحماية الجهاز الصحي العامل دونما انقطاع في المستشفيات اللبنانية من أجل معالجة المصابين، وتجنّب حالات جديدة. كما قدَّمت كمّية كبيرة من الأدوية وفقًا لما تقدّره منظّمة الصحة العالمية لمعالجة ما بين 45 و50 الف شخصًا، وسبعة عشر الفًا منهم يدخلون المستشفى. وبما ان قطاع الصحة العامة هو من اولويات التعاون مع لبنان، قررت الوكالة الفرنسية للانماء تخصيص قسم من برامجها الانمائية لحالات الطوارئ المرتبطة بوباء كورونا، ولا سيما في اطار المشروع الذي تتّبعه اللّجنة الدوليّة للصّليب الأحمر لصالح مستشفى رفيق الحريري في بيروت. كما ان ثمّة مساعدات فرنسيَّة اخرى قيد التحضير. وتواصل فرنسا دعم اللاجئين الى لبنان عبر منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين (UNRWA) والوكالة الدولية العليا في ما يختصّ بمعالجة المصابين بوباء كورونا. ومعلوم ان فرنسا من جهتها تعاني من تفشي فيروس كورونا على ارضها لكنها تعتبر ان بالتعاون الدولي يُمكن الحدّ من انتشار هذا الوباء.

 

 

 

 

      4. اننا اذ نقدّم هذه الذبيحة المقدَّسة على نية فرنسا، نُعرِب لرئيسها وشعبها وسفيرها عن عميق امتناننا وشكرنا، راجين لفرنسا صديقة لبنان دوام الخير والنجاح والازدهار.

 

 

 

      5. بالعودة الى إنجيل اليوم، إنَّنا كمسيحيين، وبحكم المعمودية والميرون، مدعوون لنكون شهودًا لقيامة الرب يسوع بمسلك حياتنا الجديد، وثقافتنا الانجيلية، وحضارة الالفي سنة التي كانت دائمًا لخير الانسان والبشرية جمعاء. إنَّها حضارة المحبَّة المعزِّزة للحقيقة والعدالة وحريّة أبناء الله، والسّلام وللأخوَّة بين الناس.

 

 

 

      فلله الآب والابن والرُّوح القدس، الذي استودعنا هذه الشهادة نرفع المجد والتسبيح ، الآن والى الابد، آمين.

 

 

 

موقع بكركي