المرض الأصعب في الحياة هو فقدان الحبّ «متفرقات

 

 

 

تلا البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد كما جرت العادة صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وتوقف في كلمته عند تعامل الرب يسوع مع المرض والموت مؤكدا أن المرض الأصعب في الحياة هو فقدان الحب.

 

 

 

قال البابا فرنسيس إن إنجيل القديس متى يُخبرنا أن الرب حرر شخصين من المرض والموت، وهما فتاة ماتت فيما كان والدها يطلب المساعدة من يسوع، وامرأة نازفة منذ سنوات طويلة. ولفت الحبر الأعظم إلى أن الرب شعر بألمنا وبموتنا وصنع معجزتي الشفاء، ليقول إن الكلمة الأخيرة ليست للألم والموت وليؤكد أن الموت ليس النهاية إذ تغلب هو على هذا العدو الذي لا نستطيع أن نتحرر منه لوحدنا. توقف البابا بعدها عند معجزة شفاء المرأة النازفة والتي كانت تُعتبر مدنسة، بحسب العقلية السائدة آنذاك. فكانت مهملة وغير قادرة على إقامة علاقات ثابتة وطبيعية. كانت تعيش بمفردها وقلبها جريح. ولفت البابا فرنسيس في هذا السياق إلى أن المرض الأصعب في الحياة هو فقدان الحبّ. والشفاء الأهم هو استعادة هذه المشاعر والعواطف.

 

 

هذا ثم أكد الحبر الأعظم أن هذه المرأة أنفقت كل ما تملك على الأطباء، لكن حالتها الصحية ازدادت سوءا. وتساءل كم مرة نبحث عن الدواء الخاطئ لإشباع حاجتنا إلى الحب؟ ونعتقد أن المال والنجاح يجلبان لنا السعادة، مع أن الحب لا يمكن شراؤه بالمال. ويمكن أن نبحث عن الحلول عند السحرة والمشعوذين، وسرعان ما نجد أنفسنا بدون مال ولا سلام، تماما كتلك المرأة، لكنها في نهاية المطاف اختارت يسوع ولمست معطفه وحاولت الاقتراب منه لتتواصل معه بشكل ملموس.


 

وذكّر البابا بأننا نكتفي أحيانا بتكرار الصلوات، بيد أن الرب يريد منا أن نلاقيه وأن نفتح له قلبنا، وأن نلمس معطفه كي نُشفى كتلك المرأة. وبعد أن لمسته المرأة النازفة بحث يسوع وسط الحشود عن هذا الوجه وهذا القلب المليء بالإيمان. ولم يتوقف عند الجراح أو عند أخطاء الماضي بل تخطى الأحكام المسبقة والخطايا وشفى المرأة التي كانت منبوذة من الجميع. وكل واحد منا يعلم ما يوجد في خفاياه. وأحيانا كثيرة ننظر إلى الأمور القبيحة لدى الآخرين ونتحدث عنهم بالسوء. أما يسوع فينظر إلى الإرادة الطيبة، لا إلى الأمور السيئة. وقد عبر عن قربه ورأفته وحنانه حيال هذه المرأة.

 

 

 

بعدها توجه البابا إلى المؤمنين حاثا إياهم على جعل يسوع يشفي قلوبهم، وطلب ممن اختبروا نظرته الحنونة أن يقتدوا بمثله. وشجعهم على النظر من حولهم إلى الأشخاص المجروحين والذين يعانون من العزلة ويحتاجون إلى الحب، مذكراً بأن يسوع يطلب منا نظرة لا تقتصر على الخارج بل تدخل إلى صميم القلب، نظرة لا تدين الآخر بل تقبله، لأن الحب وحده يداوي الحياة. وسأل البابا في ختام كلمته العذراء مريم أن تساعدنا على حمل لمسة الحنان إلى المجروحين في الصميم الذين نلتقي بهم عوضا عن إدانتهم.  

 

 

إذاعة الفاتيكان.