الرقيم البطريركي في قدّاس تولّي المطران مقاليد الأبرشيّة «متفرقات

 

 

 

البركة الأبويّة تشمل أبناءنا وبناتنا الأعزاء: كهنة أبرشيَّة بيروت ورهبانها وراهباتها وسائر المؤمنين الأعزّاء، وجمهور المشاركين في الاحتفال بقدّاس التولية المحترمين.

 

 

 

تستقبلون في هذا الأحد المبارك راعيكم الجديد، سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر الذي تعاونا معه لمدّة أربع سنوات كمعاون ونائب بطريركيّ، مشرف على الشؤون الماليَّة والاقتصاديَّة، فضلاً عن مهمَّات كنسيَّة وراعويَّة أخرى. فوجدنا فيه وجه الأسقف الغيور، الرَّصين، المخلص، والمُحِبّ. وتنطبق عليه كلمة القدِّيس أغسطينوس لأبناء أبرشيَّته في يوم توليته: "أنا معكم مسيحيّ ومن أجلكم أسقف".

 

 

 

يتسلم عصا الرعاية من يد سيادة أخينا المطران بولس مطر السامي الاحترام، الذي قاد الأبرشيَّة بحكمة ومحبَّة راعويَّة وتفانٍ وحضور فاعل منذ سنة 1996، بعد أن كان معاونًا ونائبًا بطريركيًّا للمثلث الرَّحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير لمدَّة خمس سنوات. في سني خدمته الرَّاعويَّة على رأس الأبرشيَّة، طوال ثلاث وعشرين سنة، قام بنهضة عمرانيَّة: فرسم عددًا وفيرًا من الكهنة، وخصَّص خيرتهم في جامعات روما وفرنسا وأميركا، ورمَّم الكنائس المهدَّمة، وبنى أخرى جديدة مع قاعاتها ومجمعاتها في كلِّ الرعايا، وعزَّز الدعوات الإكليريكيَّة، ووسَّع مدارس الحكمة ونظّم إداراتها، وطوَّر جامعة الحكمة بحرمها الجديد وكلّياتها المتنوِّعة، واستثمر الأوقاف وأراضي الأبرشيَّة لما يؤول إلى تأمين فرص عمل، وإطلاق حركة إقتصاديَّة استفاد منها المؤمنون.

 

 

 

ورسخ أفضل علاقات التعاون الرَّاعوي مع مطارنة بيروت من مختلف الكنائس، والتعاون الدينيّ مع رؤساء الطوائف الإسلاميَّة، وخلق أطيب العلاقات مع رجال السياسة والسُّلطة وسفراء الدول. فكان في كلِّ ذلك صاحب الكلمة اللّطيفة والبنّاءة، والحضور الدّائم والمُحِبّ. ولذلك تبقى مشاعر التقدير والصداقة مستمرَّة معهم جميعًا في كلِّ أرجاء الأبرشيَّة. هذا فضلاً عن المهمّات الكنسيّة المختلفة التي أسندت إليه على مستوى كنيستنا البطريركيَّة والكرسيّ الرَّسوليّ.

 

 

 

 

لقد كلفنا سيادة أخينا المطران حنّا علوان، نائبنا البطريركيّ العام، إجراء عمليّة التسليم والتسلّم القانونيّة بموجب القانون 189 البندين 1 و2 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، وتمثيلنا في قدّاس التولية الذي يحتفل به المطران الجديد والمطران السّابق، ويشارك فيه هذا العدد الغفير من الأساقفة والكهنة والرُّهبان والرَّاهبات والمؤمنين، وفي مقدَّمِهم فخامة رئيس الجمهوريَّة العماد ميشال عون.

 

 

 

إنّكم إذ تستقبلون راعيكم الجديد بالمحبَّة والاستعداد لمؤازرته في خدمته الراعويَّة، فإنّكم تجدون فيه قلبًا محبًّا، وعقلاً راجحًا، وإرادة مصمِّمة للعمل، ومعرفة دقيقة لأوضاع الأبرشيَّة. فهو إبنها، وقد تسلّم فيها مسؤوليّات راعويَّة وروحيَّة وإداريَّة واقتصاديَّة. وأظهر دائمًا بالأفعال ما حباه الله من مواهب، وما كسب من معرفة وخبرة. وهذه كلّها وما سبقها أهّلته ليختاره الرُّوح القدس بصوت آباء السينودس المقدّس ليكون رئيس أساقفة بيروت.

 

 

 

 

 

 

نسأل الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وشفيعه مار بولس الرّسول، وأبينا القدِّيس مارون، ومار جرجس شفيع هذه الكاتدرائيَّة، أن يبارك خدمته الجديدة على رأس الأبرشيَّة، ويكافئ راعيها السَّابق، ويفيض عليكم جميعًا نعمه وبركاته".

 

 

 

موقع أبرشيّة بيروت