البابا لاوُن الرابع عشر يبدأ آخر أيام زيارته الرسولية إلى لبنان بزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في جل الديب

متفرقات

البابا لاوُن الرابع عشر يبدأ آخر أيام زيارته الرسولية إلى لبنان بزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في جل الديب

خلال زيارته صباح اليوم مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في جل الديب وجه البابا لاوُن الرابع عشر كلمة حيا وشجع فيها المرضى وراهبات الصليب والعاملين في المستشفى.

قام قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الثلاثاء ٢ كانون الأول ديسمبر، آخر أيام زيارته الرسولية إلى لبنان قادما من تركيا، بزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في جل الديب القريبة من العاصمة بيروت. وعقب كلمة ترحيب من الرئيسة العامة لراهبات الصليب الفرنسيسكانيات الأخت ماري مخلوف وجه الأب الأقدس كلمة بدأها محيِّيا الجميع باللغة العربية قائلا صباح الخير، كما وشكر باستخدام كلمة شكرا بالعربية على الاستقبال الحار. ثم أعرب البابا عن سعادته لوجوده هنا حيث أراد أن يأتي إلى هذا المكان لأن يسوع يسكن فيه، فيكم أنتم المرضى وفيكم يا من تعتنون بالمرضى، قال قداسته، أي الراهبات والأطباء ومَن يقدمون الرعاية الصحية وطاقم المستشفى. واصل البابا أنه يريد تحية الجميع بحرارة وأن يؤكد لهم أنهم في قلبه وفي صلواته، كما وشكر على النشيد الجميل الذي قوبل به والذي وصفه برسالة رجاء.

ذكَّر قداسة البابا بعد ذلك بمؤسس هذا المستشفى، أي الطوباوي أبونا يعقوب، رسول المحبة الذي لم يكل، والذي عُرف بقداسة حياته التي أظهرها بشكل خاص من خلال محبة مَن هم أكثر فقرا وتألما. وتابع البابا أن جمعية راهبات الصليب الفرنسيسكانيات التي أسسها أبونا يعقوب تواصل رسالته في خدمة لا تُقدَّر بثمن، وشكر البابا الراهبات على العمل الذي يقمن به بفرح وتفانٍ كبيرين.

ثم أراد البابا لاوُن الرابع عشر توجيه تحية مع شكر صادق إلى طاقم المستشفى بكامله، وقال لهم إن كفاءاتهم وحضورهم العطوف ورعايتهم للمرضى هي شهادة ملموسة لمحبة المسيح الرحومة. إنكم مثل السامري الصالح الذي توقف أمام الرجل الجريح واعتنى به، أنهضه وداوى جراحه. وتابع البابا مشيرا إلى احتمال الشعور بالتعب أو الإحباط خاصة أمام الظروف الصعبة التي غالبا ما يعمل فيها طاقم المستشفى، وأراد هكذا تشجيع الجميع على ألا يفقدوا فرح الرسالة. ودعا إلى ألا يُبعدوا أعينهم رغم الصعاب عن الخير الذي بإمكانهم أن يقوموا به، وأضاف إن هذا عمل عظيم في عينَي الله.

وتابع الأب الأقدس أن ما يعاش في هذا المكان هو عبرة للجميع، لبلدكم وللعائلة البشرية كلها، أضاف قداسته. وواصل أننا لا يمكننا أن ننسى مَن هم أكثر هشاشة، لا يمكننا تصور مجتمع يركض بأقصى سرعة متشبثا بأوهام الرفاهية الزائفة متجاهلا في الوقت ذاته الكثير من أوضاع الفقر والضعف. إننا كمسيحيين، ككنيسة الرب يسوع، مدعوون إلى العناية بالفقراء وهذا ما يطلبه منا الإنجيل ذاته، ولا يجوز أن ننسى أن صرخة الفقراء التي تتردد أصداؤها في الكتاب المقدس تسائلنا، ففي وجوه الفقراء الجريحة نرى آلام الأبرياء، ومن ثمَّ آلام المسيح نفسه.

وفي ختام كلمته أراد البابا لاوُن الرابع عشر تذكير مَن يثقلهم المرض بأنهم قريبون إلى قلب الله أبينا، وأنه يحملهم بين يديه ويرافقهم بمحبة ويقدم لهه حنانه من خلال أيادي وابتسامات مَن يعتنون بهم. وتابع قداسته، إن الرب يقول مجدَّدا اليوم لكل واحد منكم، أنا أحبك، أنت ابني. لا تنسوا هذا! ختم الأب الأقدس ثم شكر الجميع وحياهم بالعربية: شكرا، الله معكم.        

إذاغة الفاتيكان