9أيلول تذكار يواكيم وحنّة والِدَيّ سيدتنا مريم العذراء «على درب القداسة

 

 

 

9أيلول تذكار يواكيم وحنّة والِدَيّ سيدتنا مريم العذراء

 

إنَّ أشرف مدح نَصِفُ به يواكيم وحنّة إنّما هو كونهما والِدّيّ سيّدتنا مريمَ العذراء وجدَّي سيّدنا يسوع المسيح. كان يواكيم من النّاصرة من ذُريّة داود والقدّيسة حنّة من بيت لحم من سبط يهوذا.

 

وكانا بارَّين سائرين في شريعة الرّبّ، مُتّحدين قلبًا واحدًا مضطرمًا بمحبّة الله والقريب، عائشين بالصّلاة والتأمّل، ينتظران مجيء مخلّص العالم. لكنّهما كانا حزينين لأنّهما لم يُرزقا ولدًا. وأخذا بالتضرّع إلى الله كي يرزقهما ولدًا يُكرِّسانه لخدمته تعالى. فاستجاب صلاتهما.

 

وولدت حنّة مريم العذراء ممتلئةً نعمة ً وبريئة ً من وصمة الخطيئة الأصليّة. ولمَّا بلغت العذراء الثالثة من عمرها، قدّماها إلى الهيكل. وصرفا حياتهما بالصّلاة والتأمّل. وصار يواكيم ابن ثمانين سنة وتوفي بشيخوخةٍ صالحة بين يديّ حنّة، وابنته مريم. أمّا حنّة فعاشت حتّى حظيت بمشاهدة الطفل يسوع ثمّ رقدت بسلام ولها من العمر تسع وسبعون سنة.

 

وعيدهما هذا يرتقي في الكنيسة الشّرقيّة حتّى القرن السّادس. والبابا يوليوس الثاني أدخل عيد القدّيس يواكيم في الكنيسة الغربيّة في سنة 1510.

 

ولهما في لبنان كنيسة وحيدة على إسمهما، قديمة العهد، في عنّايا تابعة لدير مار مارون ومقام القدّيس شربل. صلاتهما معنا. آمين.

 

 

وفيه تذكار المجمع المسكونيّ الرابع الخلقيدونيّ (451).

 

لمّا حرَمَ مجمع أفسس عام 431 هرطقة نسطور القائل أنّ في المسيح أقْنومَين، كان أوطيخا من أشدّ المعارضين له والمحامين عن وحدة الأقنوم في المسيح. لكنّه لشدّة تطرّفه وقع في هرطقة أخرى إذ قال: إنّ في المسيح طبيعة واحدة فقط متّحدة بالأقنوم الإلهيّ وأنكر الطبيعتين.

 

فعقد القدّيس فلافيانوس بطريرك القسطنطينيّة مجمعًا خاصًّا مؤلفًّا مِن أساقفته، ودَعا إليه الأرشمندريت أوطيخا وسأله عن اعتقاده بالطبيعتين فاعترف بهذا الاعتقاد قبل الاتّحاد وأنكره بعد الاتّحاد. فأخذ البطريرك والأساقفة يلاطفونه ويبرهنون له عن حقيقة وجود الطبيعتين في المسيح، كما هو الاعتقاد الكاثوليكيّ الصّحيح، فلم يُذعِن لهم.

 

عندئِذٍ حدّدوا أنّ المسيح إله تامّ؛ له وللآب جوهر إلهيّ واحدٌ كما أنّه إنسان تامّ مساوٍ لأمّه العذراء بالجوهر الإنسانيّ. أمّا أوطيخا فبقيَ مُصرًّا على عناده. لذلك حرموه وحرموا كلّ مَن شايعَه. فلجأ أوطيخا، بواسطة أصدقائه، إلى الملك تاودوسيوس الصّغير. فعضده هذا وأمر بعقد مجمع ترأسّه ديوسقورس بطريرك الإسكندريّة وصديق أوطيخا.

 

فكان هذا المجمع، طبعًا، في جانب أوطيخا. وحكم مناصروه بنفي فلافيانوس بعد أن أوسعوه إهانة وضربًا، فمات في منفاه.

 

ولمّا عرف البابا بذلك تأثّر جدًّا. وبالاتفاق مع الملك مركيانوس أمر بعقد المجمع الخلقيدونيّ الشهير سنة 451 وحضره الملك بذاته. وفيه تقرّر عزل البطريرك ديوسقوروس وشجب أوطيخا وأتباعه بعد أن تُلِيَتْ رسالة البابا لاون البديعة، التي بها يوضح جليًّا حقيقة الإيمان الكاثوليكيّ، أي وحدة الأقنوم وتمييز الطبيعتين في السيّد المسيح، وفقـًا لقانونَي نيقية، والقسطنطينيّة، وأثبتَ الآباء تعليم البابا وعدّوه قانونًا للإيمان معصومًا من الخطأ. وصرخ جميعهم بصوت واحد: "هذا ما نؤمن به، وهذا هو إيمان الرّسل والآباء، فإنّ بطرس نفسه قد تكلّم بفم لاون". صلاة آبائه تكون معنا. آمين.