7 كانون الثاني تذكار مديح مار يوحنا المعمدان «على درب القداسة

 

 

 

7 كانون الثاني تذكار مديح مار يوحنا المعمدان

 

إنّ الكنيسة الشّرقيّة تخصّص هذا اليوم لمديح مار يوحنّا المعمدان، وقد استحقّ هذا المديح بعد أنّ عمّد يسوع. فما من إنسانٍ شَهِد له الله نفسه كيوحنّا المعمدان، كما أنّ الإنجيليِّين أيضًا قد أفاضوا بمدحه.

 

فالقدّيس لوقا يقول: إنّ أمِّه العاقر حبِلتْ به بعد أن بشَّر الملاك جبرائيل أباه زكريّا. وقد باركه يسوع وهو جنين، إذ قالت أمَّه لمريم: "مُذْ بلغَ صوتُ سلامكِ أذُنيَّ، ارتكضَ الجنينُ بفرحٍ عظيمٍ في بطني" (لو 1: 44).

 

تنسَّك يوحنّا منذ حداثته في البريّة، لباسُه مِن وبرِ الإبل وعلى حَقوَيه منطقةٌ مِن جلد. طعامُه الجرادُ وعسلُ البرّ.

 

وكان نبيًّا، إذ تنبّأ عن المسيح قائلاً: "سيأتي مَن هو أقوى منّي وهو يعمّدكم بالرّوح القدس والنّار". ودعاه المسيح ملاكًا بقوله: "هذا هو الذي كُتب عنه: هاءنذا أرسلُ ملاكي أمام وجهك. وقال للجمع: ماذا خرجتم تنظرون في البريّة؟ أنبيًّا؟ نعم أقولُ لكم إنّه أعظم من نبيّ". لأنّه دلَّ على المسيح بالإصبع قائلاً: هذا هو حمل الله.

 

وهو رسول لأنّ الله أرسله لينهج الطريق أمام ابنه. وهو مُبشّر لأنّه وعظ النّاس وبشَّرهم بالمسيح.

 

بل هو أعظم من رسول لأنّه عمّد يسوع ربّ الرّسل. وهو معترف لأنّه اعترف بأنّه ليس هو المسيح بل هو رسولٌ أمامه وأنّ المسيح هو ابن الله. وهو كاهن لأنّه من النّسل الكهنوتيّ، ولأنّه عَمَّد وخدم رأس الكهنوت ومبدعه. وهو شهيد لأنّه قُطعَ رأسه في السِّجن إرضاءً لتلك الفاجرة هيروديّا. وحسبُه أنَّ المُخلّص له المجد قال عنه: "إنّه لم يَقُمْ في مواليد النّساء أعظم من يوحنّا المعمدان" (متى 11:11). وكان استشهاده نحو السّنة الثلاثين للميلاد. صلاته معنا. آمين