21 نيسان تذكار البابا بيوس الاول «على درب القداسة

 

 

 

21 نيسان تذكار البابا بيوس الاول

 

 

وُلِدَ هذا البابا في أكويلا في البندقيّة. وخلف البابا هيجين برئاسة الكنيسة. فدبّرها بكلِّ غيرة مدَّة أربع عشرة سنة. وناضل ضدَّ المبتدعين وردَّ الكثيرين من الوثنيّة إلى الإيمان القويم وقد شرّف الكنيسة بجهاده وأعماله البارّة. رقد بالرّبّ سنة 154. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

 

وفيه أيضًا تذكار الشهيدة جوليا البتول

 

كانت جوليا من مدينة قرطاجنة. أُسِرَت. فابتاعها رجل من سوريا إسمه أوسابيوس. فكانت جارية عنده تخدمه بكلّ نشاط وأمانة. وتحثُّ الخَدَم على ذلك. وتُعلّمهم قواعد الإيمان المسيحيّ. مذكّرة إيّاهم بوصيّة القدّيس بولس الرَّسول للعبيد نحو أسيادهم وكانت مثابرة على الصَّلوات والتأمّلات وقهر أميال الجسد بالأصوام والإماتات.

 

فجاءت يومًا مع مولاها إلى جزيرة كورسيكا، حيث اشترك في حفلة تكريم إله الشّجرة. فأبدت جوليا مقتها الخرافات الوثنيّة مزدرية بها، فبلغ ذلك مسامع الوالي فاستحضرها وكلّفها أن تشترك في ذبيحة الآلهة فيعتقها ويحرّرها. فأجابته بجرأة وصراحة: "أنا حرّة بإيمان المسيح. ومعاذ الله أن أشتري الحريّة بجحود معتقدي وإيماني". فصفعوها على فمها ووجهها حتّى امتلأ فمها دمًّا وهي صابرة صامتة.

 

ثمّ سحبوها بشعرها وجلدوها جلدًا قاسيًّا، حتّى تمزّق لحمها، فتحمّلت ذلك بصبر عجيب. أخيرًا صلبوها على خشبة. فابتهجت بأن تُشابه فاديها الإلهيّ بموتها على الصَّليب، حيث طارت روحها الطاهرة إلى التمتع بالمجد السّماويّ مع العذارى الشَّهيدات. وكان ذلك في أواسط القرن الخامس. صلاتها معنا. آمين.