21 كانون الثاني تذكار الشهيد سيبستيانوس «على درب القداسة

 

21 كانون الثاني تذكار الشهيد سيبستيانوس

 

 

وُلِد سيبستيانوس في مدينة تاربونا – إيطاليا، من والدين مسيحيَّين تقيَّين. ولمّا شبَّ مضى إلى روما ودخل في الجنديّة في عهد الملك كارينوس، لكي يتمكّن من مساعدة المسيحيِّين، بأكثر سهولة.

 

وَثِقَ به الملك فرقـّاه، وجعله رئيسًا للفرقة الأولى الملكيّة. وبما أنّه كان جنديًّا أمينًّا للمسيح، دأب في مساعدة المسيحيِّين، متفقِّدًا المحبوسين منهم، ومشجعًا الضُعفاء، ودافنًا الشُّهداء. وقد ردَّ كثيرين من الوثنيِّين إلى الإيمان بالمسيح. واشتهر بهذه الأعمال المجيدة، حتى لقـَّبه البابا كايوس بمحامي الكنيسة.

 

ولمّا أثار الملك الإضطهاد على المسيحيِّين، قبضوا على سيبستيانوس وعلى فارسَيْن رومانيَّين أخوَين هما مرقس ومرشلينوس، لأنّهما لم يضحِّيا للأصنام. عندئذٍ ظهر المخلّص مُحاطًا بنور سماويّ، ومعه سبعةُ ملائكة. فدُهِش الحاضرون من هذا المشهد العجيب. فآمن كاتب المحكمة وستون شخصًا، بل آمن والي المدينة أيضًا، وجعل بيته معبدًا يجتمع فيه المؤمنون لصلاة، واستُشهد معظمهم.

 

استشاط الملك غيظًا، وأمر أن يُشدَّ على خشب، ويُرشق بالسِّهام، فبدأ الجند يرمونه بالنبال حتَّى اثخنوه جراحًا، وجرت دماؤه سيلاً. فظنّوه قد مات، فتركوه ومضَوا. فأتت إيرينا التقيّة أرملة الشَّهيد كالستولوس ليلاً، فأخذته إلى بيتها، واعتنت به أيّامًا حتّى اندملت جراحه.

 

فأشار عليه أصدقاؤه بأن يختبىء، فأبى إِلّا الظّهور، ومضى ينتظر قدوم الملك إلى الهيكل، فتصدَّر السلَّم ولمّا وصل الملك قال له: "مولاي، إنّ كهنتكم يخدعونكم بقولهم: إِنَّ النصارى أعداؤكم. وهم يصلُّون لأجلكم ومن أخلص المواطنين للمملكة".

 

فدهش الملك، اذ رآه حيًّا، واغتاظ من كلامه. فأمر به فضربوه بقساوة ووحشيّة حتّى أسلم روحه الطاهرة بيد خالقها مكلَّلة بغار الشّهادة سنة 288. صلاته معنا. آمين.