16 آذار تذكار القديس باباس الشهيد «على درب القداسة

 

 

16 آذار تذكار القديس باباس الشهيد

 

 

كان من مدينة لارند في آسيا الصغرى. لا يُعرَف نسبه. ولمّا ثار الإضطهاد على المسيحيّين، استحضره أنيوس والي ليكوانيه واستنطقه. فجاهر بأنّه مسيحيّ. فأمر به فجلدوه جلدًا عنيفـًا. ثم مزّقوا جسده بأظفار من حديد.

 

وألبسوه خفًا بمسامير مسنّنة. واستاقوه إلى أماكن بعيدة ودماؤه تسيل على الأرض. وهو يشكر الله على نعمة الاستشهاد في سبيل محبَّته. ثمّ علّقوه على شجرة حيث فاضت روحه الطاهرة. وكانت تلك الشّجرة غير مثمرة، فصارت تثمر بعد أن عُلّقَ عليها القدِّيس. وكان استشهاده في أوائل القرن الرّابع. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

وفي هذا اليوم أيضًا تذكار المجمع الثاني المسكوني

 

 

عقد هذا المجمع في القسطنطينيّة سنة 381، باهتمام الملك تاودوسيوس الأوّل الكبير وعناية البابا داماسيوس الأوّل، ضدّ مكدونيوس الأريوسيّ الذي طلع ببدعة جديدة. أنكر فيها ألوهة الرّوح القدس.

 

وحضره مئة وخمسون أسقفًا من الشّرقيِّين. أمّا الأساقفة أتباع مكدونيوس، وهم ستة وثلاثون فخرجوا من المجمع، منذ الجلسة الأولى. فحرم آباء هذا المجمع ضلال مكدونيوس وأتباعه، وأثبتوا أنّ الرّوح القدس إله كالآب والإبن. وأضافوا إلى دستور الإيمان النيقاويّ القائل: "ونؤمن بالرّوح القدس" هذه العبارة: "الرّبّ المحيّي المنبثق من الآب المسجود له والمُمجّد مع الآب والابن. النّاطق بالانبياء".

 

وأرسلوا أعمال المجمع إلى البابا داماسيوس. فعقد البابا مجمعًا في روما سنة 382، دعا إليه الأساقفة الغربيّين، وكانوا مئة وخمسين أسقفـًا فأثبتوا ما رسمه المجمع القسطنطينيّ، ورذلوا بدعة مكدونيوس. وأيّد البابا هذا القرار بسلطانه الرّسوليّ. لذلك عُدّ هذا المجمع مسكونيًا.