15 كانون الثاني تذكار القديس نيلوس «على درب القداسة

 

15 كانون الثاني تذكار القديس نيلوس

 

كان هذا القدّيس من أسرة شريفة في القسطنطنيّة تربّى على حبِّ الفضيلة والتّقوى، ونبغ في العلوم. فتقدَّم في مراتب الدّولة العالية. وتزوّج بامرأة صالحة وَلدَت له ابنًا وابنة، فبسمت له الدّنيا بكلّ ما فيها من مجد ونعيم. غير أنّه رغب عنها إلى الله الخير الأسمى والحقِّ والجمال الأوحد.

 

فاتفق هو وامرأته وابناهما على اعتناق الحياة الرّهبانية القَشِفة. فذهبت هي وابنتها إلى أحد الأديار، وهو وابنه تاوذولوس إلى بَرِّية سينا.

 

وأكبَّ على تأليف الكتب في الحياة الرهبانيّة ورسائل عديدة لا تقلُّ عن الألف إلى أساقفة وكهنة ونسّاك وأمراء وحكّام، يشرح فيها الحياة وجمال الفضائل. أسر العربان ابنه تاوذولوس وباعوه في فلسطين فاشتراه أسقف ألوزا وحرَّره، فاهتدى إليه أبوه بعد أن طاف البلاد باحثًا عنه. وأراد الأسقف أن يُبقيه هو وابنه عنده فاعتذر، مؤثرًا حياة النسك والانفراد. فرقـّاه الأسقف هو وابنه إلى درجة الكهنوت.

فعادا إلى منسكهما في جبل سينا. وما لَبِث أن رقد رقاد الأبرار بين يديّ ولده الكاهن تاوذولوس سنة 430. صلاته معنا. آمين

 

 

وفي هذا اليوم أيضًا

 

تذكار القدّيس يوحنّا الكوخيّ

 

وُلد يوحنّا الملقـّب بالكوخيّ في مدينة القسطنطنيّة، أبوه افتروبيوس من عُظماء قوّاد الجيش وأمُّه تاودورا من أكرم النّساء الشّريفات. تربَّى يوحنّا في أحضان الترف والدلال. إنّما كان ميّالاً إلى حبِّ الفضيلة ومداومة التردّد إلى الكنيسة.

 

وعلى طلبه ابتاع له أبوه إنجيلاً موشَّى بالذهب والجواهر الكريمة، اتّخذه يوحنّا سميرَه الوحيد. فرَّ من البيت دون علم والديه الى دير ترهّب فيه.

 

أمَّا أبواه فحزِنا جدّاً لفراقه وبذلا الجهد في التفتيش عنه طويلاً فلم يجداه. انكبّ على ممارسة الفضائل. لكنَّ تفكيره بما لحق بوالديه من غمّ وألم أنحلَ جسمه وكاد يودي بحياته فأذن له الرئيس بزيارة أهله.

 

أقام على باب قصر والديه بثياب رَّثة كفقير متسوِّل؛ فلم يعرفه أحد. واستمرّ سنتين لا يبوح بسرّه عائشًا في كوخ حقير. أوحيَ إليه بالحلم بدنوّ أجله، فأرى والديه الإنجيل فعرفاه وأسلم الرّوح سنة 450. صلاته معنا. آمين.