15 أيار عيد سيدة الزروع «على درب القداسة

 

 

15 أيار عيد سيدة الزروع

 

 

قد عيّن أباؤنا منذ القديم، في هذا اليوم، عيداً خاصاً لسيدتنا مريم العذراء، طلبًا لبركتها على سنابل الزروع وثمار الأشجار، لتقيها الضربات وترفع عنها الآفات. فعملاً بمَا رسموه، نلجأ نحن اليوم الى أمنا الحنون الكلية قداستها، متوسلين أن تستعطف ابنها الحبيب سيدنا يسوع المسيح ليبارك مزروعاتنا ويخصبها ويقيها كل أذى. آمين.

 

 

 

وفي هذا اليوم: تذكار القديس بخوميوس الكبير

 

ولد بخوميوس في مصر السُفلى سنة 295 من أبوين وثنيين غنيين. ولما صار ابن عشرين سنة، تجند في عسكر قسطنطين في حربه ضد مكسنس، واذ كان الجنود في مدينة ثيبة عاصمة الصعيد، يقاسون أشد المضايق، جاء مسيحيو المدينة يساعدونهم ويقدمون لهم ما يحتاجون اليه، فأعجب صنيعهم بخوميوس، ولما عرف انهم مسيحيون رغب في اعتناق هذه الديانة الشريفة.

 

فعاد إلى بلاده، وأقام في قرية فيها كنيسة للمسيحيّين فتمرس بمبادئ الدين المسيحي وتعلّم أسراره واعتمد. فأنارت نعمة الروح القدس عقله بالإيمان الحيّ وأضرمت قلبه بنار المحبة الإلهية. ثم سار إلى البرية وتتلمذ لناسك ألبسه الثوب الرهباني، فأخذ يُمارس مع معلمه أنواع التقشّف والنسك.

 

ثم بنى بخوميوس صومعة سكنها وتتلمذ للقديس انطونيوس الكبير الذي كان قد انشأ ديره الأول سنة 305. وقد اشتهرت قداسة بخوميوس فقصده كثيرون متتلمذين له وأولهم أخوه يوحنا. وقد أصبح بخوميوس رئيسًا على مئة راهب.

 

ونحو السنة 340، أنشأ لرهبانه، بإلهام إلهي، ديرًا جامعًا، ووضع لهم قوانين وفرائض شدد فيها، بنوع أخص على الطاعة والصمت والصوم والشغل اليدوي. وكانوا يرتلون المزامير سوية. وكانوا يعتنون بالغُرباء ولا سيما المرضى فيخدمونهم، وهو نفسه يقوم بخدمتهم. ينتشرون في القرى لأجل تعليم المؤمنين وإرشادهم وتبشير الوثنيين بالإنجيل. وأصبح عدد رهبانه ثلاثة آلاف راهب وزعهم على عشرة أديار.

 

وفي سنة 333، جاء اثناسيوس بطريرك الإسكندرية، ليزور بخوميوس ورهبانه فسرّ جدًا بمَا شاهده من الإزدهار في تلك الديورة وما تحلى به الرهبان من الفضائل والكمالات الإنجيلية.

 

وقد أنشأ بخوميوس ايضًا ديرًا للراهبات وكل تدبيره إلى شقيقته. وقد ألحّ عليه الأسقف بأن يرسمه كاهنًا فاعتذر. وكان يقوم بإدارة الأديار التي بناها ويهتم بشؤون رهبانها. وكان إبليس يهاجمه، نظير القديس انطونيوس، بأنواع التجارب فينتصر عليه بقوة الله واشارة الصليب المقدس.

 

وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات. وفي سنة 348 أصيب نحو مئة راهب بوباء الطاعون، ولما كان هو نفسه يخدمهم أصيب بهذا الوباء فعرف بدنو أجله، فجمع رهبانه وودعهم وحضهم على الثبات في السير بموجب القوانين التي وضعها لهم. ثم رفع عينيه إلى فوق ورسم إشارة الصليب ورقد بسلام سنة 348. صلاته معنا. آمين.