«وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات» «القوت اليومي

«وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات»

 

وَجَدَ الربّ في بطرسَ تلميذًا وَفيًّا فاستطاع أن يَأتَمِنَهُ على مفاتيحِ ملكوت السموات ، ووجد في بولس معلّمًا مؤهّلاً أوكلت إليه مهمّة التعليم في الكنيسة. من أجل أن يتمكّن مَنْ علّمهم بولس من إيجاد خلاصهم، كان على بطرس أن يَستقبِلَهُم من أجل راحتهم. وعندما يفتح بولس القلوب في عظاته، فإنّ بطرس يفتح أيضًا ملكوت السموات أمام الأرواح.

 

إذًا، فإنّ بولس قد حصلَ أيضًا من الرّب يسوع المسيح على مفتاح المعرفة الذي يسمح بفتح القلوب المغلقة في وجه الإيمان، وصولاً إلى عمق أعماقها؛ ثمّ يُظهر هذا المفتاح للعلن، في كشفٍ روحيّ، ما كان مخفيًّا في الأعماق.

 

إنّه مفتاح يُطلق الإعتراف بالخطيئة من الضمير ويَكنُز إلى الأبد نعمة سر المخلِّص. إذًا، فقد استلم كلّ منهما مفتاحًا من يدِ الربّ يسوع المسيح: مفتاح المعرفة للأوّل أي بولس، ومفتاح السلطة للثاني أي بطرس.

فالأوّل يوزّع ثروات الحياة الأبديّة، والثاني يوزّع كنوز الحكمة، إذ هناك حقًّا كنوزٌ للمعرفة كما هو مكتوب: "فيَبلُغوا مِنَ الإدراكِ التامّ أَعظَمَ مَبلَغٍ يُمَكّنهم مِن مَعرِفَةِ سِرِّ الله، أعني المسيح، فقَدِ استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" (كول 2: 2-3).

 

القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (420)