نَصْرُ الصَّليبِ نَصْرُنا «القوت اليومي

 

 

 

 

 

 

 أفَهِمْتَ هذا الانْتِصار؟  أفهِمْتَ كيفَ تَحَقَّق؟  فاعْلَمِ الآنَ كيفَ حَصَلنا عَليهِ بِغَيرِ عَناء: لم يُلطِّخْ

 

سِلاحَنا دَمّ، ولمْ نَنْخَرِطْ في جُنْدِيَّة ؛ ما خُضْنا حَرْباً، ولا جُرِحْنا، فانْتَصَرْنا!

 

      

 ألرَّبُّ المُحارِب، ونَحْنُ نأخُذُ الإكْليل. ولأنَّ النَّصْرَ نَصْرُنا، فَلنُنشِدِ اليَومَ جَميعُنا، مِثلَ الجُنود، نَشيدَ

 

الظَّفر، مادِحيْنَ الرَّبَّ قائِلين : لقدِ ابْتُلِعَ المَوْتُ في الغَلبَة، فأيْنَ غَلبَتُكَ أيُّها المَوْت، وأيْنَ شَوْكَتُكَ؟

 

       

 إنها لمُعْجِزَةٌ حَقَّقها لنا الصَّليب. ألصَّليبُ هوَ السِّلاحُ الظافِرُ على الشيطان، والسَّيفُ المَسلولُ على

 

الخَطيئة، والرُّمحُ الذي طَعَنَ بهِ المَسيحُ الحَيَّة. ألصَّليبُ مَشيئةُ الآبِ ومَجْدُ الابنِ الأحَد، وفَرَحُ الرُّوحِ

 

القُدُس، بَهاءُ المَلائِكَةِ وفخْرُ القدِّيسِ بولُس، وحِصْنُ المُخْتارينَ ونُورُ العالَمِ بأسْرِه.

 

 

 

(خطبة عن الصليب،2)

 

القِدِّيسِ يوحنَّا فمِ الذَهَب (+407)