نسمات ميلاديّة «القوت اليومي

 

 

 

 

 

بميلاد المسيح صار الله معنا وفينا.

 

والله الذي كان موجودًا منذ الأزل في حضن الآب..

 

لأنّه كلمته الأزليّة .. هو الآن حاضر معنا بالجسد..

 

 

إنّ ميلاد المسيح هو إعلان حسيّ.. ظاهريّ،

 

ومرئيّ لحضور الله بيننا.

 

وبحضوره كشف لنا مَن هو الله: الله محبّة!

 

إذًا من خلال يسوع، يُكلّم الله البشر .. ويكشف لهم سرّه.

 

فكلّ من يُحبّ يسوع .. هو متّحد بالله.. يعرف الله ويُصبح له ابنًا!

 

 

إلهي ما أعظمكَ.. وما أبهاكَ في الإنسان،

 

الذي خلقته على صورتكَ ووهبته الإيمان والحبّ!

 

في الميلاد نرى بإيمان سرّ الخلاص،

 

وخُلاصة حياة يسوع على الأرض : المذود والصّليب !

 

لقد قبل أن يُولد في مذود "لأنّ خاصّته لم تقبله" !

 

 

 هناك فئتان من البشر قبلتا حبّه واكتشفتا الطريق إليه،

 

وهما : الرّعاة والمجوس.. صورة حيّة للبسطاء والعلماء،

 

الذين يعترفون بأنّهم لا يفهمون شيئًا أو لا يفهمون كل شيء.

 

فقد "أنزل الأقوياء عن الكراسي ورفع المتواضعين"،

 

وعلى رأسهم مريم العذراء.. أمّ الله،

 

 مثال وقدوة لنا في هذا التواضع والإيمان.

 

 

 لقد تنازل الله وصار إنسانًا..

 

لكي نلتجىء إليه ونمكث معه..

 

لكي نقبله كلّ يوم في قلوبنا، لنُولد من جديد بالصلاة وكلمة الله المُعاشة ..

 

لكي نقبله في إخوتنا الصّغار.. الفقراء والمهمَّشين.. نخدمهم بحبٍّ وعطاء ..

 

لقد صار الله إنسانًا لكي نُصبح نحن أيضًا أطفالاً بتواضعنا ووداعتنا مع الجميع،

 

لأنّنا خُلقنا منه ومن أجله.. وأمامه نُدرك حبّه لنا ورحمته..

 

أمامه نُدرك قوّته الإلهيّة في ضعفنا البشريّ.

 

إنّ كبرياء البشر لا تُبنى إلا بروح الأنانية والعنف والكراهية،

 

في حين أنّ اعتمادنا على الله في ثقة وتواضع..

 

يكشف لنا حقيقتنا ويرفعنا إلى ديار الحب والمجد..

 

ويجعل من حياتنا - على مثاله - جسرًا بين السّماء والأرض !

 

 

 

الأب يوسف المصري