من كان من الله سمع كلام الله «القوت اليومي

 

 

 

«مَن كانَ مِنَ اللهِ استَمَعَ إِلى كَلامِ الله. فإِذا كَنتُم لا تَستَمِعونَ إِلَيه فَلأَنَّكُم لَستُم مِنَ الله»(يو 8: 47)

 

 

إنّ كلمة الله هي شجرة الحياة التي تمدّكَ بالثمار المُباركة، من كلّ حدب وصوب؛ هي مثل الصخر المفتوح في الصحراء، الذي يُمسي شرابًا روحيًّا لكلّ إنسان، في شتّى أصقاع المعمورة: "فكُلُّهُم أَكَلوا طَعامًا رُوحِيًّا واحِدًا، وكُلُّهُم شَرِبوا شَرابًا رُوحِيًّا واحِدًا" (1كور10: 3؛ خر17: 1 وما يليها).

فلا يَظننَّ مَن يحصل على جزء من هذه الثروات أنّ كلام الله لا يحتوي سوى على ما يجده فيه؛ فليَعِ بأنّه لم يستطعْ اكتشاف إلاّ أمرٍ واحدٍ من بين عدّة أمور في كلام الله. فلا يَظننَّ الإنسان الذي يغتني بكلام الله أنّ هذا الكلام باتَ فقيرًا؛ فليَحمدْ الله على عظمة هذا الكلام، وهو العاجز عن استنفاد غناه. افرحْ لأنّكَ أُشبِعتَ، لكن لا تحزنْ لأنّ غنى الكلام يتخطّاكَ.

يفرح العطشان إذا شربَ، لكنّه لا يحزن إذا عجز عن استنفاد النبع. من الأفضل أن يروي النبعُ عطشَكَ، من أن يستنفدَ عَطشُكَ النبعَ. إذا ما رويْتَ عطشَكَ بدون أن يجفَّ النبع، يمكنكَ أن تشربَ مجدّدًا، كلّما عطشتَ. أمّا إذا استَنفدْتَ النبع لكي تشفيَ غليلَكَ، سينقلبُ انتصاركَ إلى مصيبة. احمدْ الله على ما تلقّيتَ ولا تتذمّر بشأن ما بقيَ غير مستعمل. ما تعلّمتَ وما حصلتَ عليه هو حصّتك؛ أمّا ما بقيَ، فهو أيضًا ميراثكَ.

 

 

القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)،

ملفان الكنيسة