من أجل حب الله «القوت اليومي

من أجل حب الله

 

 



كلُّ إنسانٍ تدبيرُه رديءٌ حياةُ هذا العالمِ عنده شهيةٌ، ويَلي ذلك قليلُ المعرفةِ.  حقًّا لقد قيل إن مخافةَ الموتِ ترُعب الرجلَ الناقصَ، أما الذي له في نفسِه شهادةٌ صالحةٌ فإنه يشتهي الموتَ كالحياةِ. لا يُعتبر عندك حكيمًا ذاك الذي من أجلِ حياةِ هذا العالمِ يستعبدُه فكرُه للأرضيات. 

 

كلُّ الملذاتِ والشرور التي تعرضُ للجسدِ لتكن عندك شبهَ الأحلامِ، لأنه ليس بموتِ الجسدِ فقط تنحلُّ منها بل كثيرًا ما يمكنك رفضها والهروب منها قبل الموتِ.

 


فإن كان لك منها شيءٌ مشتركٌ في نفسِك فاعلم أنه مكنوزٌ لك إلى الأبد، لأنها تذهبُ معك إلى العالمِ العتيد فإن كان ما اكتنزتَه من الطالحاتِ الرديئاتِ فاحزن وتنهد واطلب الابتعادَ عنها ما دمتَ في الجسدِ. 

ليكن معلومًا عندك أن كلَّ خيرٍ لن يكونَ مقبولاً إلا إذا عُمل في الخفاءِ.


 

القديس اسحق السرياني

       

بستان الرهبان

الجزء الأول