في النظرة الشاخصة إليك ينكشف وجه الله «القوت اليومي

 

 

 

في النظرة الشاخصة إليك ينكشف وجه الله؛ وإذ ذاك تنشأ علاقة الصداقة هذه التي فيها ينظر كائنان إلى  بعضهما وجهاً إلى وجه.
 

هل لاحظت المواقف البشرية الكثيرة التي تنسبها المزامير إلى الله؟

 

فهو ينحني نحو الإنسان، وهو يرى، ويفحص، ويعرف، ويصغي، ويسمع، وهو قريب، ويستقبل ويُشفق. ومع ذلك فإن الله لا يَسَعُ أيّة خليقة إعطاء فكرة عن مجده. إنّه، بكلّ بساطة، الإله الذي تعرفه في اللقاء.
 

ولكن لله تصاميم ونوايا: إنه يريد الدخول في شركة معك. فعمق كيان الله هو الحبّ، وأمنية الحبّ هي التقاسم.

 

وللإفصاح عن هذا الحبّ، يستخدم الله صورًا، فيشبّه نفسه بالأمّ التي تهزّ مهد طفلها وتضمّه إلى خدّها. وتشبيه الله بالأم ينير الكتاب المقدّس كلّه... ويشبّه الله نفسه أيضًا بالأب وبالعريس وبالصديق.

 

"الحبّ الذي يحبّنا الله به يقال في العبرية "رحاميم"، جمع رحَم: إنّه حبّ الأمّ مضاعفًا إلى اللانهاية".

 

وبكلمة فإنّ قلب الله يطفح بالحنان لك؛ وما أنواع الحبّ التي تعرفها على الأرض (الحبّ الزوجي، أو الوالديّ أو الأبويّ أو حبّ الصداقة) إلّا شعاع ضئيل من هذا الحبّ الكلّي المتدفّق من قلب الله.
 

ولأنّك تقرأ هذا الحبّ في الله، تكتشف فيه وجه العريس أو الأمّ أو الصديق. فالله هو ذاك الذي يصرف وجهه إليك، ومن ثمّة يعطيك وجهك الخاص.

 

جان لافرانس