عيد العنصرة «القوت اليومي

عيد العنصرة

 

 

نتأمَّل في هذا اليوم ونعيش مجدَّدًا، عبر اللّيتورجيّا، حلول الرّوح القدس الذي قام به المسيح القائم من بين الأموات فوق كنيسته؛ إنَّه حدث نعمة قد ملأ عليَّة أورشليم لينتشر بعد ذلك في العالم أجمع.

 

لكن ماذا حدث في ذاك اليوم البعيد جدًّا عنَّا، بيد أنَّه القريب أيضًا لدرجة أنَّه يصل إلى عمق قلبنا؟

 

 يقدِّم لنا الجواب القدّيس لوقا الإنجيلي في نصّ سفر أعمال الرّسل الذي سمعناه (أع 2/ 1 - 11). فيعود بنا الإنجيلي إلى أورشليم، إلى الدَّور العلوي لذاك البيت حيث كان التّلاميذ مجتمعين.

العنصر الأوَّل الذي يجذب إنتباهنا هو الدَّويِّ الذي إنطلق فجأة من السّماء: "فانطلق من السّماء بغتةً دويٌّ كريحٍ عاصفةٍ" فملأ كلَّ البيت؛ ثمَّ "ظهرَت لهم ألسنةٌ كأنَّها من نار" وقد إنقسمَت واستقرَّت على كلِّ واحدٍ من الرّسل.

 

 فكان الدويُّ والألسنة الناريَّة علامات واضحة ومحسوسة لمسَت الرّسل لا فقط خارجيًّا بل وفي أعماقهم أيضًا: في العقل وفي القلب. وقد كانت النّتيجة أنَّهم "إمتلأوا جميعًا من الرّوح القدس"، ذاك الرّوح الذي يطلق ديناميَّته التي لا تقاوم، بنتائج مُذهلة: "وأخذوا يتكلَّمون بلغاتٍ غير لغتهم، على ما وهب لهم الرّوح القدس أن يتكلَّموا".

 

إذًا تنفتح أمامنا صورة لم تكن في الحسبان: جموع غفيرة تجتمع، يسيطر عليها الإندهاش لأنَّ كُلاًّ منهم كان يسمعهم يتكلّمون بلغته. ويعيش الجميع خبرة جديدة، وعن ماذا قبلا البتة "كلّ ما يسمعهم يتكلّمون بلغة بلده".

وعن ماذا يتكلّمون؟ كانوا "يُحدّثون بعجائب الله".

البابا فرنسيس