عمل صوت المسيح وقيامته فينا «القوت اليومي

 

 

 

لقد وهبنا ربّنا موته المنفرد،

أي موت جسده دون أن تموت نفسه،

لأنّ لاهوته لم يفارق جسده ولا نفسه،

إنّما فارقت النفس الجسد فصار الجسد ميتاً.

هذا حدث مقابل موتنا المزدوج حتّى يهبنا قيامة مزدوجة...



فالرّبّ لم يُخطئ قطّ ،

أي لم يمُت بالرّوح حتّى يحتاج إلي تجديد الإنسان الداخلي،

مستدعياً حياة البرّ بالتوبة،

إنّما إذ التحفَ بجسدٍ قابل للموت،

فإنه مات بالجسد وحده دون أن يموت موتاً روحيّاً.

 

وبه أيضاً قام وبقيامته المنفردة وهبنا قيامتنا المزدوجة،

أي قيامة نفوسنا من موتها وقيامة أجسادنا من موتها، إذ بقيامته:

صنع فيها سرّاً بخصوص إنساننا الدّاخلي،

ومثالاً بخصوص إنساننا الخارجيّ.

 

فما حدث في القيامة هو أنّ نفسه الحيّة عادت إلى جسده،

الذي مات بانفصال النفس عنه،

وصارت له قيامة منفردة،

أمّا نحن فنحتاج إلى قيامة للنفس الميتة وقيامة للجسد.

 

 

القديس أغسطينوس