صَليبُ المَسيحِ دَواءٌ وَقُدْوَة «القوت اليومي

 

 

 

 

صَليبُ المَسيحِ دَواءٌ وَقُدْوَة

 

 

ما الضَرورَةُ إلى أنْ يَتَألَّمَ كلِمَةُ اللهِ مِنْ أجْلِنا؟ إنَّها لَضَرورَةٌ كُبْرى! أوَّلاً ليُعْطينا دَواءً ضِدَّ الخَطيئة، وثانِياً ليُقدِّمَ لنا قُدوَةً في كُلِّ ما علينا أنْ نَعْمَلَهُ. أمّا الدَواء، فلأنَّنا نَجِدُ في آلامِ المَسيحِ بَلسَماً لِجَميعِ الأوْجاعِ التي سَبَّبَتْها الخَطيئة.

 

والقُدْوَة، لِأنَّ آلامَ المَسيحِ كافِيَةٌ لِتَطْبَعَ حَياتَنا كُلَّها: مَنْ يُريدُ أنْ يَسيرَ سيرَةً كامِلة، يَكْفيهِ أنْ يَحْتَقِرَ ما احْتَقرَهُ المَسيح، وَيَرْغَبَ في ما رَغِبَهُ المَسيح. كُلُّ قُدْوَةٍ تَأتينا مِنَ الصَّليب:

       

 أتُريدُ قُدْوَةً في المَحَبَّة؟ ليْسَ حُبٌّ أعْظَمَ مِنْ هذا وَهُوَ أنْ يَبْذُلَ الإنْسانُ نَفسَهُ عَنْ أحِبَّائِه. هذا ما فَعَلَهُ المَسيحُ على الصَّليب، أعْطانا حَياتَهُ، لِئلَّا نَسْتَصْعِبَ أوْجاعَنا مِنْ أجْلِه!

      

  أتُريدُ قُدْوَةً في الصَبْر؟ إنَّكَ لَواجِدٌ مِثالهُ الأكْمَلَ في الصَّليب. صَبَرَ المَسيحُ على الآلام، لِنَصْبِرَ نَحْنُ على الامْتِحانِ المُعَدِّ لنا، شاخِصينَ إلى رأسِ إيمانِنا يُبَلِّغُنا الكَمال.

 

 

مار توما الأكْوِيني (+1273 )