«صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ» «القوت اليومي

 

 

 

 

«صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ»

 

دعونا نتأمّل إن كان هناك لحظة لم يكن الربّ في حضرة أبيه، بحيث يُفلِت من تحت أنظاره؟ وهل هناك أيّ مكان على الأرض ليس خاضعًا لسلطان الآب، حيث يكون الابن منفصلاً عن أبيه إن لم يتمّ إحضاره إلى أورشليم لتقديمه للربّ؟

 

علينا ألاّ ننسى أنّ هذه الظروف كلّها كُتبت بسببنا: فكما أنّ المخلِّص لم يتجسّد ولم يُختَن من أجله هو، بل لجعلنا آلهة بنعمته ولإعطائنا مثال الختان الرُّوحي، كذلك قدّم ذاته لأبيه ليعلّمنا كيف نقدّم أنفسنا للربّ.

 

لقد قُدِّم للربّ في اليوم الثالث والثلاثين بعد الختان، ليعلّمنا بالمعنى الرمزي أنّه لنكون جديرين بنظرات الربّ، يجب أن نكون قد تخلّصنا من الرذائل كلّها من خلال الختان الرُّوحي؛ وإن لم يتمّ تحريرنا من خيرات الموت كلّها، لا يمكننا أن ندخل مليًّا في سعادة المدينة السماويّة.

 

 

القدّيس أثناسيوس (295 - 373)،

بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة