صلاة التقدمة «القوت اليومي

صلاة التقدمة

 

"أبتِ، إليك أتوجّه في هذا المساء

بثقة هادئة ووديعة.

فلقد علَّمني ابنُك أنّك أبي

وأنّه ينبغي لنا ألّا نُسميّك باسم غيره

إنّما أنت آب.

أبتِ، إنّما آتي لأقول لك إنّي ولدُك

وأقول لك ذلك بكلّ جدّيّة.

 

ومع ذلك، أقوله وأنا راغب في أن أضحك وأرنّم

لأنّه في منتهى الروعة أن أكون ابنك.

ولكنّه أمر جدّي لأنّك أحببتني منتهى الحُبّ

وأنا أحببتك قدرًا قليلًا.

 

 

أبتِ، افعل بي ما تشاء

هاءنذا لأعمل بمشيئتك

وإنّي أعلم أنّ مشيئتك هي أن أصبح على مثال وحيدك

الأخ البكر الذي علّمني اسمك.

ومشيئتك هي أن أسلك طريقه.

إنّي أعلم ذلك، وما أعظم الحُبّ الذي به أتقبّله.

أبتِ، ليس لديّ قوّة سِوى قوّتك.

 

 

هاءنذا، فافعل فيّ وقضّب واقطع.

وسواء أَحملتني أم تركتني وحدي

فلن أخاف أو أفكّر أنّك تنساني، لئلّا أهينك.

وإذا اختبرتُ ثقل الصليب وعدم وضوح الرؤية

فبوسعي أقلّه أن أردّد لك بلا سأم

أنّي أؤمن بحبّك وأتقبّل مشيئتك.

 

 

 

أبتِ، هاءنذا

لا أزال أحزنك

ولكنّك لن تزال تُسامحني

ففي الحبّ أنا مهزوم دومًا.

كلّا، لأنّك تمنحني حبّك

وبه أستطيع كلّ شيء.

 

 

أيها الربّ الإله، ها هي حياتي

لتفعل بها ما تشاء

ولتفعل بها حياة يسوع المسيح.

ولكن حيثما تُرسلني

أكنتُ فرحًا أم حزينًا، مريضًا أم متعافيًا، مغمورًا أم مذلولًا

فلن تمنع روحك من أن يناديك مناداة

ويستدعي حبّك استدعاء

من أجل إخوتي البشر الذين لا يعلمون أنّك آب.

أبتِ، ها هي حياتي

ولكن امنحني إخوتي، فأعيدهم إليك".

                                الأب  بيار ليونيه اليسوعيّ