سرُّ المُصالحَة «القوت اليومي

 

سرّ المصالحة

 

يُعتبَرُ الاعتراف فعلاً رائعًا ينبعُ من حبٍّ عظيم. فهو المكان الوحيد الذي يمكنُنا الذهاب إليه كخطأة حاملين خطايانا، وهو المكان الوحيد الذي نخرجُ منه بعد أن ننالَ الغفرانَ ونغتسلَ من خطايانا.

 

وليسَ الاعترافُ سوى التعبيرَ الصادقَ عن فعلِ التواضع. في السابق، كنّا نطلق على الاعتراف اسم التوبة إلاّ أنّهُ في الواقع سرّ المحبّة وسرّ الغفران. عندما تحدث فجوةٌ تفصلني عن الرّب يسوع المسيح، وعندما تتصدّع محبّتي، يمكن لأيّ أمرٍ أن يملأ هذه الفجوة.

 

لذلك، فإنَّ الاعترافَ هو تلك اللحظة التي أسمحُ فيها للرّب يسوع المسيح بأن ينزعَ منّي كلّ ما يسبّب الانقسام والدمار. لا بدّ من أن أعيَ أوّلاً حقيقةَ خطاياي. بالنسبةِ إلى معظمِنا، يداهمُنا خطرُ أن ننسى طبيعتنا الخاطئة وأنّه علينا الاعتراف لأنّنا خطأة. يجب علينا أن نتوجّهَ إلى الله الآب لنعبّرَ له عن مدى ندمنا عن كلّ ما ارتكبناه من خطايا جرحتْهُ.

 

ليسَ كرسيّ الاعترافِ مكانًا لتبادل الحوارات التافهة أو للثرثرة، بل هو المكانُ الذي يكمنُ فيه أمرٌ واحدٌ، ألا وهو خطاياي وتوبتي والغفران الذي أنالُه، وكيفيّة التغلّب على التجاربِ وممارسةِ الفضيلة والنموّ في محبّةِ الله.

الأم  تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)​