سرّ التجسّد ينير سرّ الإنسان «القوت اليومي

بالحقيقة لا تلقى الأضواء الحقة على سر الإنسان إلا من خلال سر الكلمة المتجسد . فآدم الإنسان الأول كـان صورة لذلك الآتي ، أي السيد المسيح . فالمسيح ،  آدم الجديد ، يكشف لنا عن سر الآب وعن محبته ، ويبين للإنسان ما هو عليه بالذات ، كاشفا له عن سمو دعوته . فلا عجب إذا أن يكون هو مصدر الحقائق التي تكلمنا عليها ، تلك التي تبلغ فيه ذروتها .

(إنه صورة الله غير المنظور ) ، إنه الإنسان الكامل الذي رمم في ذرية آدم المثال الإلهي الذي شوهته الخطيئة الأولى ، لأنه هو الذي أخذ الطبيعة البشرية دون ان يمتصها ، فرفع هكذا طبيعتنا أيضا الى مرتبة وكرامة لا مثيل لهما . فبتجسده اتحد ابن الله نوعا ما بكل إنسان .

لقد اشتغل بيدي إنسان ، وفكر كما يفـكر الإنسان ، وعمل بإرادة إنسان ، وأحب بقلب الإنسان . لقد ولد من العذراء مريم ، وصار حقا واحدا منا ، شبيها بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة .

من وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني