رسالة الابن «القوت اليومي

 

 

لكي يوطد الله السلام أي الشركة معه ، ويؤسس مجتمع الأخوة بين البشر الذين هم خطأة ، قرر أن يدخل في تاريخ البشر بطريقة جديدة ونهائية ، فأرسل ابنه في الجسد ، جسدنا ، لينتشل به الناس من سلطـــــــــان الظلمة والشيطان ، ويصالح به العالم . ذلك الذي صنع به العوالم أقامه وارثا لكل شيء ليجدد به كل شـيء .

 

فالمسيح يسوع أرسل الى العالم كالوسيط الحق بين الله والبشر . وبما أنه الله ، يحل فيه كل ملء اللاهــــوت جسديا . ولكن حسب الطبيعة البشرية أقيم كآدم الجديد رأسا للبشرية المتجددة ، مملوءا نعمة وحقا . ولقــــــد سلك ابن الله ايضا طريق التجسد الحقيقي ، يجعل البشر شركاء في طبيعته الإلهية ، لقد صار فقيرا من أجلنا وهو الغني لكي نستغني نحن بفقره .

 

فابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم هو نفسه ، ويبذل نفسه فداء عــــن الكثيرين أي عن الجميع . والآباء القديسون يعلنون دوما أن ما لم يأخذه المسيح على عاتقه لم يشف . لكنــــه أخذ الطبيعة البشرية بكاملها ، كما وجدت عندنا نحن التعساء الفقراء ولكن دون الخطيئة ، وعن نفسه قــــال المسيح : ألذي قدسه الآب وأرسله الى العالم : إن روح الرب علي ولذلك مسحني وأرسلني لأبشر المساكـين  وأشفي منسحقي القلوب ، وأبشر الأسرى بالخلاص والعميان بالبصر)  كما قال أيضا : ( إن ابن الإنســـــان أتى ليطلب ويخلص ما قد هلك ).

 

 

 

من وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني