«حَتّى إِذا جاءَ ٱلَّذي دَعاكَ، قالَ لَكَ: قُم إِلى فَوق، يا أَخي» «القوت اليومي

«حَتّى إِذا جاءَ ٱلَّذي دَعاكَ، قالَ لَكَ: قُم إِلى فَوق، يا أَخي»

 

يا أيّها التواضع، يا زهرة الجمال، أعرف أنّ عددًا قليلاً من النفوس يمتلكك! فهل ذلك لأنّك رائع فعلاً وصعب المنال في الوقت نفسه؟ آه نعم، الأمران معًا. فالله نفسه يميل إلى هذا الواقع. تنفتح الأبواب السماويّة وينصبّ محيط من النِّعَم على النفس التي يغمرها التواضع.

 

آه، كم أنّ النفس المتواضعة تبدو رائعة؛ فمن قلبها يفوح عطر برائحة زكيّة جدًّا كالبخور ويخترق الغيوم، ليصل إلى الله نفسه، ويملأ قلبه الأقدس بفرح عظيم. لا يرفض الله أيّ شيء تطلبه هذه النفس؛ فالنفس هذه قويّة جدًّا، وهي تؤثّر في مصير العالم أجمع.

 

يرفع الله النفس المماثلة إلى عرشه. فكلّما تواضعَت، كلّما مال الله نحوها، وأغدق بنعمه عليها، ورافقها في كلّ آن بقدرته الكليّة. إنّ هذه النفس متّحدة اتّحادًا وثيقًا بالله.

 

يا أيّها التواضع، انغرسْ بعمق في كياني كلّه. أيّتها العذراء الأكثر طهارة، والأشدّ تواضعًا أيضًا، ساعديني كي أتمتّع بتواضع عميق. وها أنا الآن أفهم السبب الكامن وراء ندرة وجود القدّيسين، وهو أنّ عددًا قليلاً من النفوس تحيا فعلاً بتواضع عميق.

 

القدّيسة فوستين كووالسكا (1905 - 1938)​